عاجل

الملح الزائد.. قاتل صامت يهدد القلب والكلى

ملح الطعام
ملح الطعام

الملح عنصر أساسي في النظام الغذائي اليومي، لكنه في الوقت ذاته قد يشكل خطرًا صحيًا خفيًا، إذ يسبب أمراضًا خطيرة، خصوصًا المرتبطة بالقلب، وضغط الدم، والكلى. تشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول كميات زائدة من الصوديوم يرتبط ارتباطًا مباشرًا بارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى تلف الكلى المزمن.

في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل الأضرار الصحية الناتجة عن الإفراط في تناول الملح، مع تقديم نصائح عملية لتقليل استهلاكه، استنادًا إلى مصادر طبية موثوقة، مثل "WebMD" و"Healthline".

تأثير الملح على القلب

ارتفاع ضغط الدم هو النتيجة الأكثر شيوعًا للإفراط في تناول الملح. فعندما يحصل الجسم على كميات زائدة من الصوديوم، يحتفظ بكميات أكبر من السوائل، مما يؤدي إلى زيادة حجم الدم داخل الأوعية الدموية. هذا الارتفاع في حجم الدم يرفع ضغط الدم، ويزيد من إجهاد القلب، ويضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.

من جانبها، تشير مؤسسة القلب الأمريكية إلى أن حوالي 70% من الصوديوم الذي يستهلكه الأفراد يأتي من الأطعمة المصنعة والمعلبة، وليس من ملح الطعام المضاف أثناء الطهي، وهو أمر يستوجب الحذر الشديد عند اختيار الأطعمة.

أضرار صحية رئيسية

ارتفاع ضغط الدم
يؤدي الصوديوم إلى احتباس السوائل في الجسم، مما يزيد حجم الدم ويضغط على جدران الأوعية الدموية، وبالتالي يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن. هذا الارتفاع يمثل عامل خطر رئيسيًا لأمراض القلب، والفشل الكلوي المزمن.

أمراض القلب التاجية
وفقًا لدراسة منشورة في مجلة "New England Journal of Medicine"، فإن تقليل كمية الصوديوم في النظام الغذائي يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 25%، مما يبرز أهمية التحكم في تناول الملح.

إجهاد الكلى
تعمل الكلى على تنقية الجسم من الصوديوم الزائد، لكن الاستمرار في تناول كميات مفرطة منه يضع عبئًا زائدًا عليها، مما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تدهور وظائف الكلى، وارتفاع خطر الإصابة بالفشل الكلوي.

السكتة الدماغية
تشير دراسات إلى أن الأشخاص الذين يتجاوزون الكميات الموصى بها من الصوديوم معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 23% أعلى من الذين يحافظون على مستويات صحية من الصوديوم، وهو ما يستدعي توخي الحذر الشديد.

نصائح تقليل الملح

قراءة الملصقات
دائمًا، يُنصح بقراءة ملصقات المنتجات الغذائية المعلبة بعناية، ومراجعة كمية الصوديوم فيها. اختر المنتجات التي تُصنف "قليل الصوديوم" أو "بدون إضافة ملح"، لتقليل التعرض لهذا العنصر الضار.

الطهي المنزلي
إعداد الطعام في المنزل يوفر تحكمًا كاملاً في كمية الملح المستخدمة، ويقلل الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمصنعة التي عادة ما تحتوي على نسب مرتفعة من الصوديوم.

بدائل صحية
يمكن استبدال الملح بالأعشاب والتوابل الطبيعية مثل الزعتر، الكركم، الفلفل الأسود، الكمون، والثوم، لإضافة نكهة مميزة وصحية للطعام دون الحاجة إلى الصوديوم الزائد.

تجنب الأطعمة المصنعة
قلل من تناول اللحوم المعلبة، الوجبات الجاهزة، الشوربات الفورية، والوجبات المجمدة، لأن معظمها يحتوي على كميات عالية جدًا من الصوديوم، مما يزيد العبء على القلب والكلى.

خلاصة القول

الإفراط في تناول الملح قد لا يظهر آثاره الصحية على الفور، ولكنه يُحدث أضرارًا جسيمة مع مرور الوقت، تبدأ بارتفاع ضغط الدم، وقد تتطور إلى أمراض القلب، أو تلف الكلى، أو حتى السكتات الدماغية. تقليل كمية الصوديوم لا يتطلب تغييرات جذرية في نمط الحياة، بل يبدأ بخطوات صغيرة وواعية، مثل اختيار أطعمة منخفضة الصوديوم، والطهي في المنزل، واستبدال الملح بتوابل طبيعية، وقراءة الملصقات الغذائية.

العناية بصحتك تبدأ من طبق طعامك، فاجعل خياراتك غذائية صحية ومتوازنة للحفاظ على قلبك وكليتك من المخاطر المحتملة.

تم نسخ الرابط