مفيدة شيحة تهاجم زواج القاصرات: «جريمة مكتملة الأركان يجب أن تواجه بالحسم»

شنت الإعلامية مفيدة شيحة هجومًا حادًا على ظاهرة زواج القاصرات، وذلك على خلفية الواقعة التي أثارت الجدل مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والمتعلقة بزواج طفلة في محافظة الشرقية، مؤكدة أن ما جرى يمثل "جريمة مكتملة الأركان" تستوجب المحاسبة والمواجهة الفورية.
جاء ذلك مفيدة شيحة خلال حلقة مساء السبت من برنامج "الستات"، المذاع عبر شاشة قناة النهار وان، حيث عبّرت مفيدة شيحة عن استيائها البالغ مما وصفته بـ"الانتهاك الصارخ لحقوق الطفولة"، مشددة على أن المجتمع لا يجب أن يقف متفرجًا أمام هذه الانتهاكات.
طفلة لا تملك قرارها
وتساءلت مفيدة شيحة بحدة خلال حديثها: "إزاي طفلة تتزوج؟! زواج القاصرات جريمة مش بس في القانون، لكن في حق الإنسانية كلها"، مضيفة أن الأسرة التي تسمح بذلك ترتكب جريمة مضاعفة، أولها بحق الطفلة نفسها، وثانيها بحق المجتمع بأسره.
وأكدت مفيدة شيحة أن القاصر لا تملك الوعي أو الأهلية لاتخاذ قرارات مصيرية مثل الزواج، وبالتالي فإن تزويجها يُعد تعديًا على طفولتها وحقوقها الإنسانية والقانونية، مطالبة الجهات المعنية بضرورة التدخل الفوري لوقف هذه الظاهرة المتكررة.
زواج القاصرات
حذرت مفيدة شيحة من التهاون في التعامل مع ظاهرة تزويج الطفلات، مشيرة إلى أن مثل هذه الوقائع تُهدد الاستقرار المجتمعي، وتنعكس سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للفتيات، بل وتفتح أبوابًا لمشكلات اجتماعية لا حصر لها كالتسرب من التعليم، والعنف الأسري، والطلاق المبكر.
وشددت على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية في القرى والمناطق الريفية، لتعريف الأسر بخطورة زواج القاصرات وآثاره الكارثية، بالإضافة إلى فرض رقابة قانونية صارمة على مأذوني الأنكحة ومحاسبة المتورطين في مثل هذه الجرائم.
تحية للمجلس القومي للمرأة
وفي سياق متصل، وجهت مفيدة شيحة التحية للمجلس القومي للمرأة على تحركه السريع وإدانته الواضحة لواقعة زواج الطفلة، معتبرة أن هذا الموقف يعكس حرص الدولة ومؤسساتها على حماية الطفولة والتصدي لهذه الجريمة المتكررة.
كما دعت مفيدة شيحة إلى تغليظ العقوبات القانونية على من يشارك أو يسهل في تزويج القاصرات، سواء كان من أفراد الأسرة أو المجتمع أو مسؤولي الجهات الدينية، مؤكدة أن القانون يجب أن يكون حاسمًا في وجه مثل هذه التجاوزات.

في ختام حديثها، ناشدت مفيدة شيحة المواطنين والمؤسسات المجتمعية والحقوقية بتحمل مسؤولياتهم تجاه حماية الأطفال من الانتهاكات، مؤكدة أن مستقبل الوطن يبدأ من احترام الطفولة وضمان نشأتها في بيئة آمنة، بعيدة عن الجهل والانتهاك والتزويج القسري.
وشدد مفيدة شيحة: "ما حدث جرس إنذار.. ولا بد أن نتحرك جميعًا لإنقاذ الطفولة من هذه الجريمة التي تختبئ خلف العادات والتقاليد المغلوطة".