عاجل

السيدة أمينة البلبيسية.. قصة امرأة تأثر بها الإمام عبدالحليم محمود |خاص

الدكتور عبدالحليم
الدكتور عبدالحليم محمود

في مدينة بلبيس القديمة بمحافظة الشرقية، عاشت سيدة بسيطة لكنها عظيمة في روحها ونورها، اسمها أمينة البلبيسية. وُلدت في أواخر القرن التاسع عشر (حوالي سنة 1880م)، في بيت من بيوت العلم والدين، وهي من عائلة أبو زهرة المشهورة بالتقوى.

السيدة أمينة البلبيسية.. نشأتها وسيرتها

يقول الباحث في التصوف مصطفى زايد لـ نيوز رووم إن السيدة أمينة في بيئة محبة للقرآن والعلم. كانت تحفظ كتاب الله، وتُقيم مجالس للنساء في بيتها، تشرح لهن بعض الآيات وتعلمهن الذكر والدعاء. عُرفت بين الناس بالتواضع والسكينة، وكانت تحب مساعدة الفقراء والمحتاجين.

لقاؤها بالشيخ عبد الحليم محمود

في شبابه، تعرف الشيخ عبدالحليم محمود الذي أصبح فيما بعد شيخًا للأزهر على السيدة أمينة، وتأثر بها كثيرًا. ذكرها في مذكراته وقال إنها كانت تملك نورًا في وجهها، وإنها نبهته مرة إلى أمر خطير سيحدث له، وحدث بالفعل كما قالت. وكان يراها من "أهل الله"، أي من الذين أكرمهم الله بالبصيرة والصفاء.

كرامات السيدة أمينة البلبيسية

قال الناس عنها إن دعاءها مستجاب، وكانت تدعو للمحتاجين فيُفرج كربهم. وكانت أحيانًا ترى أشياء قبل أن تحدث، أو تكشف عن أمور خفية دون أن يخبرها بها أحد. لكنها كانت لا تتحدث عن نفسها، بل تقول: "الفضل لله وحده".

دورها في المجتمع

لم تكن فقط امرأة عابدة، بل كانت تصلح بين الناس، وتساعد في حل الخلافات العائلية. كانت حكمتها مشهورة، وكثير من النساء والرجال استشاروها في مشكلاتهم.

توفيت السيدة أمينة سنة 1950م، ودُفنت في مقبرة بلبيس القديمة بجوار مسجد السيدة زينب. وكان الناس يزورون قبرها حتى فترة الستينيات، لكنه اختفى لاحقًا بسبب البناء والزحف العمراني.

رغم ذلك، لا يزال بعض أحفادها في بلبيس يحتفظون بصورها وبعض أوراقها بخط يدها.

ما الذي ميز السيدة أمينة؟

واختتم «زايد» ما جعل السيدة أمينة مختلفة هو أنها جمعت بين العلم والدين، وبين العبادة والعمل الصالح في المجتمع. وكان تأثيرها كبيرًا رغم أنها لم تخرج كثيرًا أو تسعَ للشهرة أثرها واضح في حياة من عرفوها، وأكبر دليل على ذلك شهادة الإمام عبد الحليم محمود الذي تعلم منها الكثير.

تم نسخ الرابط