متابعة تعليمية أم تحقيق رسمي؟.. صورة من داخل فصل دراسي تشعل الجدل
شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من الجدل والغضب بين المعلمين بعد تداول صورة من داخل أحد الفصول الدراسية بإحدى المدارس الحكومية، حيث ظهرت لجنة متابعة من وزارة التربية والتعليم وهي تحيط بأحد المعلمين أثناء مراجعة كشاكيل الطلاب وكشكول التحضير الخاص بالمعلم.
المشهد الذي بدا وكأنه تحقيق أو محاكمة أثار استياء المعلمين الذين رأوا أن أسلوب المتابعة غير لائق ويمس كرامة المعلم.
غضب المعلمين: هل هذه متابعة أم استجواب؟
وانهالت التعليقات الغاضبة من المعلمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن المتابعة بهذه الطريقة لا تخدم العملية التعليمية، بل تضع المعلم في موقف محرج أمام الطلاب، مما ينعكس سلبًا على سير العملية التعليمية.
من جانبه، علق شعبان إبراهيم، أحد المعلمين، مستنكرًا:" ممكن أفهم المتابعة دي كلها بتعمل إيه في الفصل؟ .. والله عيب عليكم! عمر ما كان التعليم كده، ولا المتابعة كانت كده .. بجد أنتم محتاجين تتعلموا متابعة صح عشان متشوهوش التعليم باللي فيه وهو مش ناقصكم!".
بينما قال محمد أحمد، متسائلًا عن الهدف الحقيقي من هذه اللجان:" لجنة متابعة مكتب الوزير أثناء متابعة التقييمات في إحدى المدارس اليوم … إيه ده بجد؟ .. هما نازلين يعملوا متابعة ولا كبسة على المدرسة؟".
ماذا عن مستوى الطلاب؟
من جانبها، سلطت المعلمة أسماء السعدني الضوء على مشكلة أعمق تتعلق بمستوى الطلاب، قائلة:" مباحث الوزارة مهتمة بالكشاكيل والتقييمات! .. طيب الأطفال دول قيمتوهم بنفسكم؟ .. أنا بيجيلي عيال مش عارفين يقرأوا وتايهين في التقييمات اللي كلها تضيع وقت، الطفل أولى بالوقت ده، المعلم يقعد يفهمه، بدل ما أنتوا واقفين زي العصابة في الفصل! .. لو كل مراقب قعد يشرف على المعلم وهو بيشرح، بدل الوقوف والمراقبة فقط، كان الوضع أفضل!".
بين المتابعة والتطوير
بين مؤيد ومنتقد، يظل التساؤل قائمًا: هل تحتاج عمليات التفتيش والمتابعة إلى تطوير يراعي دور المعلم ولا تحويله إلى متهم؟! .. هل يمكن أن تتخذ المتابعة شكلًا أكثر إيجابية، يركز على دعم العملية التعليمية بدلًا من إثارة الخوف والقلق في نفوس المعلمين؟!.
جدير بالذكر في ظل الجدل الدائر، تبقى قضية التعليم بحاجة إلى إعادة النظر في آليات المتابعة، لضمان تحقيق الهدف الحقيقي منها وهو تحسين جودة التعليم، دون المساس بكرامة المعلم أو التشويش على دوره داخل الفصل.
