ممدوح جبر: إيران هشّة أمنيًا وما تروّجه إعلاميًا لا يعكس الواقع

اعتبر الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى منع أي تقارب أمريكي إيراني، مفضلًا استمرار التصعيد العسكري والسياسي، في محاولة منه للبقاء على الساحة السياسية الداخلية والدولية.
وأكد جبر، في مداخلة هاتفية لقناة" القاهرة الإخبارية"، أن نتنياهو رفض مرارًا جلسات المفاوضات بين واشنطن وطهران، سواء تلك التي كانت مقررة في عمان أو روما، في إطار المساعي الدولية لخفض التصعيد، قائلا: «نتنياهو يدرك أن أي تهدئة تعني تقليص نفوذه السياسي، وفتح الباب أمام المعارضة الداخلية في إسرائيل».
وأوضح «جبر» أن سياسة نتنياهو تعتمد على الاختراق الأمني المكثف داخل إيران، مشيرًا إلى أن هذا النهج بدأ منذ هزيمة إسرائيل في حرب 2006، ومثالًا على ذلك اغتيال إسماعيل هنية في يوليو الماضي «في قلب مقرات أمنية تابعة للحرس الثوري الإيراني».
وانتقد «جبر» ما وصفه بـ«الأوهام الثورية» التي تروج لها إيران عبر الإعلام، قائلًا: «لا نعرف على وجه الدقة مدى قوة إيران الفعلية، لكن ما نراه هو هشاشة واضحة في بنيتها الأمنية، والدليل هو تكرار الاغتيالات، وآخرها تلك التي حدثت منذ الليلة الماضية».
ورأى الدكتور ممدوح جبر أن نتنياهو يفتعل الأزمات ويغذي التصعيد الإقليمي هربًا من ضغوط داخلية، أبرزها تهديد أحزاب المعارضة، مضيفا: «كان من المفترض أن تنهار حكومته أمس بفعل ضغط المعارضة، لكنه اختار أن يُشعل جبهة الخارج لتأمين بقائه في الداخل».
في سياق متصل ،رفعت إيران العلم ال الذي يرمز إلى “الثأر”على قبة مسجد جمكران في مدينة قم، وفقًا لما نقلته وكالة تسنيم الإيرانية.
رفع العلم الأحمر
وفي مقطع فيديو متداول، ألحق بأغنية ورد فيها عبارة"خيبر خيبر يا صهيون، جيش محمد قادمون" ظهر شخص يرفع العلم فوق قبة مسجد جمكران، معقل أنصار “المهدي المنتظر” في إيران، وهو العلم نفسه الذي رُفع عند إغتيال، إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقاسم سليماني.
ويُعد رفع “علم الثأر” في التراث الإيراني بمثابة “إعلان حالة حرب”، وبالفعل، توعد علي خامنئي المرشد الأعلى الإيراني، إسرائيل بمصير مرير ومؤلم ستناله حتمًا.
وأكّد خامنئي، صباح الجمعة، أنّ "على العدو الإسرائيلي أن ينتظر عقاباً قاسياً"، كرد على عدوانه.
وقال السيد خامنئي في رسالة إلى الشعب الإيراني إنّ "الكيان الصهيوني ارتكب فجر اليوم جريمةً قذرةً وداميةً في الأراضي الإيرانية، عبر استهدافه مناطق سكنية"، مشيراً إلى أنّ "هذا العدوان يكشف طبيعة هذا الكيان الإجرامية أكثر من أي وقت مضى".
كما أكدت القوات المسلحة الإيرانية أنها على أتم الاستعداد للرد ومواجهة إسرائيل، وخوض حرب شاملة لسنوات.
إلى ماذا يرمز العلم الأحمر؟
والعلم الأحمر أحد ألوان الهوية الوطنية الإيرانية، ويرمز إلى القوة في القتال والشجاعة، وهو أحد ألوان العلم الإيراني، تحت اللونين الأخضر الدال على الإسلام، والأبيض الذي يرمز إلى السلام.
وفي الثقافة الإيرانية القديمة، كانت تُرفع الأعلام الحمراء فوق منازل أصحاب الدم، ولا تُنزل إلا بعد الأخذ بالثأر والإنتقام.
وخلال السنوات الماضية رُفعت الرايات الحمراء في أعقاب إغتيال إسماعيل هنية، ومسيرات تشييع شخصيات إيرانية وفوق قباب المساجد والعتبات، إشارة إلى الحزن الوطني وواجب الانتقام.
ومكتوب على الأحمر “يا لثارات الحسين” وهي إشارة إلى حقبة الذين ثاروا بعد مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، كما ترمز أيضًا إلى للثأر للذيين ماتو ظلمًا.