سعاد جارا: فيلم "حطام" يوثق جراح ما بعد الحرب بعيون المتضررين منها

قالت المخرجة السينمائية سعاد جارا إن فكرة فيلمها الجديد "حطام" جاءت من تداعيات الحرب التي شهدتها أذربيجان عام 2020، وكذلك من تأثيرات الحرب الدائرة في أوكرانيا، مشيرة إلى أن العمل يتناول تجربة ما بعد الحرب بعيون المتضررين منها.
وفي مقابلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، عبرت جارا عن سعادتها بعرض الفيلم في مهرجانات عالمية واستقبال الجمهور الأوروبي له، مؤكدة أن الفيلم "فتح أعين العالم على مناطق لم تظهر من قبل على الشاشات الكبرى، ونقل صورة حضارية وتاريخية وإنسانية من قلب جبال أذربيجان".
مقابلات عديدة مع جنود عائدين من ساحات القتال
وأضافت جارا أنها استندت في كتابة السيناريو إلى مقابلات عديدة أجرتها مع جنود عائدين من ساحات القتال، بالإضافة إلى جلسات مع أطباء نفسيين لمعرفة تأثير الحرب على الأفراد، موضحة: "استفدنا كثيرًا من تلك الشهادات في صياغة أحداث الفيلم وتسلسلها، مما أضفى عمقًا وواقعية على العمل".
وحول اختيار لغة مهددة بالاندثار لعرض الفيلم، أوضحت المخرجة: "كانت فكرة نابعة من واقع التصوير؛ فمعظم المشاركين من القرويين المحليين الذين يتحدثون هذه اللغة، وأردت أن يكون المشهد واقعيًا وصادقًا، ما أضفى صدقًا إنسانيًا عميقًا".
كشفت جارا أن موقع التصوير في جبال أذربيجان كان من أبرز عناصر الفيلم، خاصة عندما اكتشفت بالصدفة مقبرة قديمة لجنود سقطوا في الحرب، وهو ما شكّل دافعًا قويًا لها لتوثيق المكان، قائلة: "كان ذلك الموقع بمثابة محور رمزي للفيلم، يجسد ذاكرة الألم والأمل معًا".
وتحدثت عن صعوبات التصوير في مناطق وعرة، وعدم خبرة السكان المحليين باستخدام الكاميرا، مشيرة إلى أن التحدي الأكبر كان في تصوير مشاهد ضمن غابات كثيفة وفي معابد نائية، ما تطلب مجهودًا كبيرًا من الطاقم الفني.
ومن ناحية أخرى، كشفت صحيفة (ذا تليجراف) البريطانية، استنادًا إلى صور أقمار صناعية حديثة، أن روسيا نقلت طائراتها الحربية الأكثر تطورًا وقيمة إلى قاعدة جوية نائية في أقصى الشرق الروسي، وذلك عقب الهجوم الأوكراني الكبير بطائرات مسيّرة، والذي استهدف قواعد جوية استراتيجية داخل الأراضي الروسية الأسبوع الماضي.
ووفقاً للتقرير، تم رصد طائرتين من طراز "توبوليف تو-160" وهي من أهم قاذفات القنابل النووية الاستراتيجية لدى روسيا – وقد جرى نقلهما إلى قاعدة "أنادير" الجوية، الواقعة على بعد نحو 4000 ميل من جبهات القتال.
وتقع قاعدة أنادير الجوية في شبه جزيرة تشوكوتكا المقفرة، على بعد حوالي 410 أميال من ألاسكا الأمريكية. وتُعد هذه القاعدة إرثًا من الحرب الباردة، حين أنشأها الاتحاد السوفييتي كموقع دفاعي متقدم لمواجهة أي تهديدات نووية أميركية محتملة.
اليوم، وبعد ما يقرب من نصف قرن، تعود هذه القاعدة إلى صدارة المشهد العسكري الروسي كمأوى آمن لقاذفات نووية باتت تحت التهديد المباشر.