ضربة أوكرانية موجعة تُربك روسيا.. وبوتين ينقل القاذفات النووية أقصى الشرق

كشفت صحيفة (ذا تليجراف) البريطانية، استنادًا إلى صور أقمار صناعية حديثة، أن روسيا نقلت طائراتها الحربية الأكثر تطورًا وقيمة إلى قاعدة جوية نائية في أقصى الشرق الروسي، وذلك عقب الهجوم الأوكراني الكبير بطائرات مسيّرة، والذي استهدف قواعد جوية استراتيجية داخل الأراضي الروسية الأسبوع الماضي.
ووفقاً للتقرير، تم رصد طائرتين من طراز "توبوليف تو-160" وهي من أهم قاذفات القنابل النووية الاستراتيجية لدى روسيا – وقد جرى نقلهما إلى قاعدة "أنادير" الجوية، الواقعة على بعد نحو 4000 ميل من جبهات القتال.
قاعدة أنادير: ملاذ الحرب الباردة يعود للواجهة
وتقع قاعدة أنادير الجوية في شبه جزيرة تشوكوتكا المقفرة، على بعد حوالي 410 أميال من ألاسكا الأمريكية. وتُعد هذه القاعدة إرثًا من الحرب الباردة، حين أنشأها الاتحاد السوفييتي كموقع دفاعي متقدم لمواجهة أي تهديدات نووية أميركية محتملة.
اليوم، وبعد ما يقرب من نصف قرن، تعود هذه القاعدة إلى صدارة المشهد العسكري الروسي كمأوى آمن لقاذفات نووية باتت تحت التهديد المباشر.
هجوم أوكراني منسّق يهز العمق الروسي
وجاءت هذه التحركات الروسية عقب هجوم واسع النطاق شنّته أوكرانيا بطائرات بدون طيار على خمس قواعد جوية روسية استراتيجية يوم الأحد الماضي.
وبحسب تقارير، فقد تم الإعداد للعملية على مدى أكثر من عام، وسط ترجيحات بتنسيق استخباراتي مباشر مع واشنطن، وهو ما أشارت إليه تقارير روسية مثل منصة "صندوق الثقافة الاستراتيجية".
واستهدفت المسيّرات قاذفات نووية بعيدة المدى تُعد من ركائز ما يعرف بـ"الثالوث النووي" الروسي، في واحدة من أكبر الضربات التي تتعرض لها روسيا في عمقها منذ بداية الحرب في فبراير 2022.
بوتين: التركيز على الثالوث النووي أولوية
تعليقًا على التطورات، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن برنامج التسليح الروسي للمرحلة المقبلة يجب أن يُركز على دعم وتطوير الثالوث النووي، مؤكداً أن هذا الثالوث هو الضامن الأول لسيادة روسيا.
وأضاف بوتين، خلال اجتماع مع مسؤولي قطاع الصناعات الدفاعية بثّه التلفزيون الرسمي، أن "الأسلحة النووية الاستراتيجية الروسية محدّثة بنسبة 95%، وهي النسبة الأعلى بين جميع القوى النووية في العالم".
كما شدد على أن هذه القدرات تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على توازن القوى العالمي، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها موسكو.
يشير نقل القاذفات الروسية الاستراتيجية إلى أقصى الشرق إلى تغير في قواعد الاشتباك. فبينما كانت موسكو تكتفي سابقًا باستخدام العمق الاستراتيجي كدرع وقائي، باتت الآن تتعرض لضربات دقيقة وطويلة المدى، ما يفتح الباب أمام تحولات كبيرة في التكتيكات الحربية.
في المقابل، تسعى كييف إلى إرسال رسالة واضحة: لا ملاذ آمناً داخل روسيا، حتى لأهم أصولها النووية، وهو ما قد يعيد تشكيل طبيعة الحرب في الأشهر المقبلة.