عاجل

لماذا سُمِّي سجود التلاوة بهذا الاسم؟.. أحكامه ودعاؤه الثابت عن النبي

سجود التلاوة
سجود التلاوة

لماذا سُمِّي سجود التلاوة بهذا الاسم؟، سؤال نوضح بيانه من خلال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية. 

سجود التلاوة وسبب تسميته

وقال الأزهر في بيانه سجود التلاوة وسبب تسميته: بينت نصوصُ الشريعة أنَّ الإنسان إذا قرأ القرآن الكريم وتعرض لآيةٍ فيها سجدة سجد سجود التلاوة؛ قال الله تعالى: ﴿فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ۝ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ﴾ [الانشقاق: 20-21].

أما إضافة السجود إلى التلاوة فهي من قبيل إضافة المُسَبَّب (السجود) إلى السبب (التلاوة أو السماع)، واختُصَّ بالتلاوة دون السماع: للاتفاقِ على كون التلاوة سببًا لها، والاختلافِ في سببية السماع، ولأن التلاوة أصلٌ فيها، أما السماع فمُتَرَتِّبٌ عليها.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه قَرَأَ يَوْمَ الجُمُعَةِ عَلَى المِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ، فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الجُمُعَةُ القَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا، حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ، قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ؛ فَمَنْ سَجَدَ فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ" ولم يسجد عمر رضي الله عنه. وزاد نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إِنَّ اللهَ لَمْ يَفْرِضِ السُّجُودَ إِلَّا أَنْ نَشَاءَ" أخرجه البخاري في "صحيحه".

وقال العلامة بدر الدين العيني في "البناية": [(باب سجود التلاوة).. والإضافة فيه من قبيل إضافة الـمُسَبَّبِ إلى السَّببِ... وأقوى وجوه الاختصاص: اختصاص الـمُسَبَّب بالسبب، فإن قلت: التلاوة سببٌ في حق التالي، والسماعُ سببٌ في حقِّ السامعِ؛ فكان ينبغي أن يقول: (باب في سجود التلاوة والسماع)؟ قلت: لا خلاف في كون التلاوة سببًا، واختلفوا في سببية السماع.. أو يقول: إن التلاوة أصلٌ في الباب؛ لأنها إذا لم توجد لم يوجد السماع، فكان ذكرُها مشتمِلًا على السماع من وجه، فاكتُفِي به] اهـ.

ماذا كان يقول النبي عند سجود التلاوة؟ 

إذا سجَدتَ سجدة تلاوة أثناء تلاوتك للقرآن فادعُ بدعاء سيدنا رسول الله ﷺ فيها، وقل: «اللَّهمَّ اكتُب لي بِها عندَكَ أجرًا، وضَع عنِّي بِها وِزرًا، واجعَلها لي عندَكَ ذُخرًا، وتقبَّلها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ». [أخرجه الترمذي]

هل يجب على المرأة الحجاب عند قراءة القرآن؟ 

وفي جواب السؤال: هل يجب على المرأة أن ترتدي الحجابَ وهي تقرأ القرآن؟، قال الأزهر: إن ارتداء المرأة للحجاب عند قراءة القرآن لا يجب عليها إذا كانت منفردة أو أمام محارمها؛ ولكن يستحبُّ لها ذلك، ولكي تكون متهيئة لسجود التلاوة أثناء القراءة، فستر العورة من شروط صحة سجود التلاوة كما هو من شروط صحة الصلاة، وارتداء الحجاب أثناء قراءة القرآن من كمال الأدب مع الله تعالى، ومع كتاب الله عز وجل، فيُرجى لها إن شاء الله أن تثاب على ذلك قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، كما أن الحجابَ زينةٌ وستر، وطريقٌ للخير، ومظهرٌ للتقوى، قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}[الأعراف:26].

تم نسخ الرابط