عاجل

قصة الأشهر الحرم في الجاهلية والإسلام.. فضلها وسبب تسميتها وأعمالها المستحبة

الأشهر الحرم
الأشهر الحرم

يقترب شهر محرم 1447 كأول أشهر العام الهجري الجديد ورابع الأشهر الحرم، ويتساءل الكثيرون عن قصة الأشهر الحرم بين الجاهلية والإسلام، وسبب تسميتها بهذا الاسم.

وفي السطور التالية يوضح موقع «نيوز رووم» قصة الأشهر الحرم وأعمالها المستحبة. 

الأشهر الحرم قبل الإسلام

حرمة الأشهر الحرم ثابتةٌ منذ عهدِ سيدنا إبراهيم عليه السلام كما ورد في شريعته، وقد استمرت القبائل في شبهِ الجزيرة العربية علىٰ تحريم القتال علىٰ نفسها خلال هذه الأشهر علىٰ مر السنين والعصور، بهدف تسهيل سير القوافل التجارية في مواسم الحج نحو مكة، مع وجود بعض القبائل العربية التي أحلت لنفسها القتال وخوض الحرب في هذه الأشهر.

ومع مجيء الإسلام استمرت حرمة هذه الأشهر قائمة حتىٰ الآن وتمتد حرمتُها إلىٰ يوم القيامة.

الأشهر الحرم في السنة النبوية

بيَّن النبيُّ ﷺ أن تأخير الشهور وتبديلها أو إلغاءها أمرٌ مُحَرَّم في الإسلام. فقد أخرج البخاري عن أَبي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ الحارثِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».

كما بيَّن ﷺ في السَّنَةِ التي حجَّ فيها حجَّة الوداع أن شهر ذي الحجة في هذا الوقت، وأمر الناس بحفظه، وأن يجعلوا الحج فيه، وألا يبدلوا شهرًا مكان شهر كما كان يفعل أهلُ الجاهلية.

لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟

سُمِّيَت الأشهر الحرُم بهذا الاسم: لزيادة حرمتها، وعِظَم الذنب فيها، ولأن الله سبحانه وتعالى حرَّم فيها القتال، فقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ...}. [البقرة: 217]، وقد بيَّنَها رسولُ اللهِ ﷺ فيما أخرجه البخاري عن أَبي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ الحارثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أنه ﷺ قَالَ: «ألا إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلق اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتوالياتٌ: ذو القعدةِ، وذو الحجةِ، والمحرم، ورجبُ مضرَ الذي بين جمادىٰ وشعبانَ».

الأعمال التي يُستحب الإكثار منها خلال الأشهر الحرم:

1. الإكثار من الصلاة

تشمل الصلوات المفروضة في أوقاتها والنوافل، كقيام الليل وصلاة الضحى، فهي من أعظم القربات التي يُتقرب بها إلى الله، خاصة في الأزمنة الفاضلة.

2. الصيام وخاصة في شهر المحرّم، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان صيام المحرّم، ويُستحب صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء، وكذلك الأيام البيض (13 و14 و15 من كل شهر هجري).

3. الصدقة الصدقات في هذه الأشهر لها فضل كبير، فهي تُطهر النفس وتزيد البركة وتدفع البلاء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في مواسم الخير.

4. ذكر الله ويشمل التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والاستغفار، وقراءة القرآن، فذكر الله حياة القلوب، ووصية الأنبياء.

5. صلة الأرحام من الأعمال العظيمة التي تقرّب إلى الله، وتزيد في الرزق والعمر، خاصة في هذه المواسم التي تعزز روح التسامح والإصلاح بين الناس.

6. التوبة الصادقة فرصة عظيمة لمراجعة النفس، وترك الذنوب، والعودة إلى الله، مع الإكثار من الاستغفار والدعاء.

7. الابتعاد عن الظلم والمعاصي فقد خص الله هذه الأشهر بالنهي عن الظلم، لأنه أعظم جرمًا فيها، سواء ظلم النفس أو الآخرين.

تم نسخ الرابط