بعد قطيعة 13 عامًا.. مفاوضات بين إسرائيل وسوريا برعاية أمريكية

أفاد موقع أكسيوس الأمريكي، نقلًا عن مسؤولان إسرائيليان، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغ المبعوث الأميركي لـ سوريا، توم باراك، أنه مهتم بالتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة، في ظل وساطة الولايات المتحدة.
نتنياهو مهتم بالتفاوض مع سوريا
وبحسب أكسيوس، فإن نتنياهو مهتم بالتفاوض على اتفاقية أمنية مُحدّثة والعمل على التوصل إلى اتفاق سلام شامل.
وستكون هذه أول محادثات من نوعها بين إسرائيل وسوريا منذ عام 2011، وستكون ذات أهمية خاصة بالنظر إلى التطورات الأخيرة.
ومنذ أن أطاحت هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، بنظام الأسد من سوريا في ديسمبر الماضي، ردت إسرائيل بموجات من الغارات الجوية التي دمرت بشكل منهجي ما تبقى من القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي وأنظمة الصواريخ السورية، كما سيطرت على المنطقة العازلة بين البلدين والأراضي المحتلة داخل سوريا.
ووفقًا لأكسيوس، كانت حكومة نتنياهو تشعر بقلق بالغ إزاء الحكومة السورية الجديدة المدعومة من تركيا، وضغطت على إدارة ترامب للتحرك بحذر في التعامل معها، وشعرت بالصدمة عندما التقى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالشرع الشهر الماضي في السعودية وأعلن رفع جميع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.
وعلى الرغم من مخاوف إسرائيل بشأن الشرع، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرون أيضاً أن الظروف المتغيرة، وخاصة مع رحيل إيران وحزب الله من سوريا، تشكل فرصة لتحقيق انفراجة.
كما أدى التحول الكبير الذي شهدته الولايات المتحدة تجاه الحكومة السورية الجديدة إلى تحول تدريجي في السياسة في إسرائيل.
وبدأت حكومة نتنياهو في التواصل مع حكومة الشرع، بداية بشكل غير مباشر من خلال تبادل الرسائل عبر أطراف ثالثة، ثم بشكل مباشر في اجتماعات سرية في بلدان ثالثة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وصرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لموقع أكسيوس الأسبوع الماضي بأن الشرع أكثر استقلالية مما توقعته إسرائيل، وأنه لا يتلقى أوامره من تركيا، وأضاف المسؤول: "من الأفضل لنا أن تكون الحكومة السورية مقربة من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية".
وفي السياق، زار باراك، المبعوث الأمريكي إلى سوريا والمقرب من ترامب منذ فترة طويلة ، إسرائيل الأسبوع الماضي والتقى بنتنياهو ومسؤولين كبار آخرين.
ونقل الإسرائيليون باراك إلى منطقة الحدود مع سوريا في مرتفعات الجولان وإلى الجانب السوري من جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي سيطرت عليه قوات الدفاع الإسرائيلية بعد انهيار نظام الأسد.
وقبل أسبوع، كان باراك في دمشق، والتقى الشرع وأعاد فتح مقر إقامة السفير الأمريكي في العاصمة السورية.
وفي أثناء وجوده في دمشق، وصف باراك الصراع بين سوريا وإسرائيل بأنه "مشكلة قابلة للحل"، وشدد على أن البلدين يجب أن "يبدآ باتفاقية عدم اعتداء فقط".
وقال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ باراك عندما التقى نتنياهو الأسبوع الماضي أنه يريد استخدام الزخم الناتج عن اجتماع ترامب والشرع لبدء مفاوضات بوساطة الولايات المتحدة مع سوريا.
هدف نتنياهو
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن هدف نتنياهو هو محاولة التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات، بدءا باتفاقية أمنية محدثة تستند إلى اتفاقية فك الارتباط بين القوات لعام 1974، مع بعض التعديلات، وانتهاء باتفاقية سلام بين البلدين.
ويعتقد نتنياهو أن تطلع الشرع إلى بناء علاقات وثيقة مع إدارة ترامب يُتيح فرصة دبلوماسية، وقال المسؤول: "نريد أن نسعى جاهدين للمضي قدمًا نحو تطبيع العلاقات مع سوريا في أقرب وقت ممكن".
وبحسب المسؤول، أبلغ باراك الإسرائيليين أن الشرع منفتح على مناقشة اتفاقيات جديدة مع إسرائيل. ورفض باراك، وكذلك مكتب نتنياهو، التعليق على هذه القصة.
فيما قال مسؤول أميركي إن الإسرائيليين عرضوا على باراك "خطوطهم الحمراء" بشأن سوريا وهي: لا قواعد عسكرية تركية في البلاد، ولا وجود متجدد لإيران وحزب الله، وجعل جنوب سوريا منطفة منزوعة من السلاح.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الإسرائيليين أبلغوا باراك أنهم سيحتفظون بقواتهم في سوريا حتى يتم توقيع اتفاق جديد يتضمن نزع السلاح في جنوب سوريا.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل تريد في اتفاق حدودي مستقبلي جديد مع سوريا إضافة قوات أميركية إلى قوة الأمم المتحدة التي كانت متمركزة في السابق على الحدود.
فيما تظل مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في 1967 إحدى علامات الاستفهام الكبرى في أي محادثات سلام مستقبلية بين إسرائيل وسوري.
وفي كل جولة من المحادثات مع إسرائيل على مدى العقود الثلاثة الماضية، طالب نظام الأسد بانسحاب إسرائيلي كامل أو شبه كامل من مرتفعات الجولان مقابل السلام.
وخلال ولايته الأولى، اعترف ترامب بهضبة الجولان كجزء من إسرائيل، ولم تتراجع إدارة بايدن عن هذا القرار.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الحكومة السورية الجديدة سوف تثير قضية مرتفعات الجولان في أي محادثات سلام مستقبلية، ولكنها قد تكون أكثر مرونة في هذا الشأن من نظام الأسد.