معاني أسماء الله الحسنى.. القاهر والمحيط في ضوء التفسير الإسلامي | فيديو

في حلقة جديدة من برنامج أنوار الإسلام الذي يُبث على قناة أزهري الفضائية، تناول الأستاذ الدكتور طارق اللحام، الداعية الإسلامي البارز، معاني اثنين من أسماء الله الحسنى، وهما: القاهر والمحيط، مستعرضًا دلالاتهما العميقة في العقيدة الإسلامية، وكيفية انعكاسهما على حياة المؤمنين.
معنى اسم القاهرة
وأوضح الدكتور اللحام أن اسم القاهر يُجسد قدرة الله المطلقة وسلطانه الذي لا يُنازعه فيه أحد، فهو الغالب على جميع خلقه، لا يعجزه شيء، ولا يخرج عن إرادته شيء، مشيرًا إلى أن مفهوم القهر في هذا السياق لا يعني العلو المكاني، وإنما يُقصد به الهيمنة والغلبة المطلقة التي يتمتع بها الله سبحانه وتعالى، فهو المسيطر على الكون بأسره، يسير أموره بحكمة وعدل، ولا يستطيع أي مخلوق أن يتجاوز مشيئته.
النصر الحقيقي
وشدد على أن الله ينصر عباده المؤمنين، ويجعل لهم الغلبة في الدنيا والآخرة، لكن النصر الحقيقي هو ما يناله المؤمن في الآخرة، حيث الجزاء العادل والنعيم الأبدي لمن تمسك بالإيمان وعمل الصالحات.
القدرة والحكمة
أما فيما يتعلق باسم المحيط، فقد أوضح الدكتور اللحام أنه يُشير إلى إحاطة الله التامة والشاملة بكل شيء في الكون، سواء من حيث العلم أو القدرة أو الحكمة، دون أن يكون ذلك مقترنًا بمكان محدد، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى يعلم كل ما يجري في السماوات والأرض، ولا يغيب عنه شيء، فهو المحيط بأفعال عباده وأقوالهم ونواياهم، ويجري الأمور وفق علمه السابق وحكمته البالغة.
القرب المكاني
وأشار إلى أن إحاطة الله لا تعني القرب المكاني، بل تعني العلم التام والقدرة المطلقة، فالله مع عباده بعلمه وقدرته ورحمته، يسمع دعاءهم ويستجيب لهم، ويحفظهم ويرزقهم، وهو سبحانه فوق كل خلقه بقوته وسلطانه.
الأسماء الربانية
وأكد الدكتور اللحام على أهمية فهم هذه الأسماء الربانية العظيمة، ليس فقط في الجانب العقائدي، ولكن أيضًا في الحياة اليومية للمسلم، حيث تمنح هذه المعاني الطمأنينة والثقة في عدل الله وحكمته؛ فالإنسان إذا أدرك أن الله القاهر لا يغلبه شيء، فإنه يستمد القوة في مواجهة المحن والصعاب، وإذا أيقن أن الله المحيط بكل شيء، فإنه يتوكل عليه حق التوكل، ويدرك أن الله يرى ويسمع ويعلم ما في الصدور.
الدعاء والتضرع
ودعا الدكتور اللحام المسلمين إلى الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله بأسمائه الحسنى، ومنها "القاهروالمحيط"، طلبًا للعون والنصرة، وحمايةً من الظلم والضيق، والاستزادة من رحمة الله وعدله، مؤكدًا أن ذكر الله بأسمائه وصفاته يعد من أعظم أبواب القرب إليه، ومن أسباب استجابة الدعاء.