بعد حادثة طعن مدرسية.. ماكرون يدرس حظر وسائل التواصل لمن هم دون 15 عامًا

في أعقاب حادثة طعن مروعة أودت بحياة مساعد مدرسي في مدرسة إعدادية بشرق فرنسا، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى سنّ تشريعات أوروبية جديدة لحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 15 عامًا، معتبرًا أن هذه المنصات تساهم في تصاعد موجات العنف بين المراهقين.
وقد أدلى ماكرون بهذه التصريحات خلال مقابلة تلفزيونية بُثّت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء على قناة "فرانس 2"، مؤكدًا أن الخطوة تأتي ردًا على تنامي ظاهرة العنف المرتبطة بسلوكيات رقمية خطيرة في أوساط الشباب.
الاتحاد الأوروبي أولًا.. فرنسا إذا لزم الأمر
قال الرئيس الفرنسي إنه يأمل في رؤية نتائج ملموسة خلال الأشهر المقبلة على مستوى الاتحاد الأوروبي، وأضاف بتحذير واضح: "إذا لم ينجح ذلك، فسنبدأ بتطبيقه في فرنسا. لا يسعنا الانتظار."
كما شدد ماكرون على أن وسائل التواصل باتت بيئة خطرة للأطفال، ويجب وضع قيود صارمة تضمن الاستخدام الآمن.
جريمة تهز فرنسا
وكشفت التحقيقات التي باشرتها الشرطة الفرنسية أن طالبًا يبلغ من العمر 14 عامًا أقدم على طعن مساعد مدرسي (31 عامًا) أثناء تفتيش روتيني لحقيبة مدرسية بحثًا عن أسلحة. وأكد رئيس الوزراء فرانسوا بايرو أمام البرلمان أن الحادثة ليست معزولة، بل تعكس نمطًا متكرّرًا يتطلب تحركًا عاجلًا.
وسائل التواصل الاجتماعي محفز للعنف
أشار ماكرون إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل عاملًا محفزًا للعنف بين الشباب، وأوضح أن شركات التكنولوجيا تمتلك القدرة على التحقق من أعمار المستخدمين، لكنها تتقاعس عن تطبيق ذلك.
وفي منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قال: "المنصات قادرة على التحقق من العمر. افعلوا ذلك."
إجراءات دولية مماثلة
وتأتي دعوة ماكرون في وقت تتزايد فيه الضغوط العالمية على شركات التواصل الاجتماعي لتقييد وصول القُصّر إلى منصاتها.
أستراليا، على سبيل المثال، سنت العام الماضي قانونًا يحظر على من هم دون سن 16 استخدام وسائل التواصل، واعتبره خبراء من أشد الأنظمة صرامة في العالم، بعدما كشفت دراسة رسمية أن الأطفال يتجاوزون الحظر بسهولة عبر تلاعب بأعمارهم.
مع تنامي الغضب الشعبي والخوف من التأثيرات السلبية للمنصات الرقمية على سلوك الشباب، يبدو أن قضية تنظيم وجود الأطفال على الإنترنت باتت أولوية سياسية.
كما أن تصريحات ماكرون ليست مجرد رد فعل لحادثة، بل إشارة إلى تحوّل أوروبي مرتقب قد يُعيد رسم حدود العلاقة بين التكنولوجيا والأطفال في العصر الرقمي.