نقلة دبلوماسية: موسكو بديل إسطنبول في المحادثات الروسية الأمريكية
في مؤشر جديد على تغير ديناميكيات التفاوض بين موسكو وواشنطن، أعلن السفير الروسي الجديد لدى الولايات المتحدة، ألكسندر دارشيف، أن المحادثات الثنائية بين البلدين ستنتقل من مدينة إسطنبول التركية إلى العاصمة الروسية موسكو.
وفي تصريح لوكالة "تاس" الروسية الرسمية، قال دارشيف إن هذه الخطوة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تدهوراً غير مسبوق، نتيجة تراكم الأزمات والخلافات الجوهرية، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية.
العلاقات في أدنى مستوياتها منذ عقود
كما وصف دارشيف واقع العلاقات الثنائية بأنه بعيد كل البعد عن التعافي، مؤكداً أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي تحسن حقيقي. وأضاف أن أحد أهم معوّقات التقارب بين موسكو وواشنطن هو ما سمّاه بـ"الدولة العميقة" في الولايات المتحدة، إلى جانب "الصقور" المناهضين لروسيا داخل الكونغرس الأميركي.
وأكد السفير الروسي أن الجولة القادمة من المحادثات بين وفدي البلدين ستُعقد قريباً جداً في موسكو، دون أن يكشف عن موعد محدد أو جدول أعمال واضح.
أوكرانيا في قلب التوتر
وتشكل الحرب في أوكرانيا محور التوتر الأكبر في العلاقات بين روسيا والغرب، حيث يُنظر إلى الصراع على أنه أكبر مواجهة جيوسياسية منذ انتهاء الحرب الباردة. وتدور المعركة اليوم في ميادين القتال وعلى طاولات الدبلوماسية، وسط تبادل للاتهامات والتصريحات التصعيدية.
في عام 2024، نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين رفيعي المستوى في كل من واشنطن وموسكو قولهم إنهم لا يتذكرون لحظة كانت فيها العلاقات بين البلدين أسوأ مما هي عليه الآن.
ترامب: حرب أوكرانيا صراع بالوكالة وخطر عالمي محتمل
من جانبه، استمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في وصف الحرب الأوكرانية بأنها "حرب بالوكالة" بين الولايات المتحدة وروسيا. وحذّر مراراً من أن استمرارها قد يؤدي إلى تصعيد كارثي، وربما الانزلاق نحو حرب عالمية ثالثة، في حال لم يتم احتواؤها دبلوماسياً.
وتتعارض تصريحات ترامب مع تحذيرات سابقة من مسؤولين روس كبار اعتبروا أن الدعم العسكري الأمريكي لكييف يُسهم في إطالة أمد الحرب ورفع تكلفتها السياسية والأمنية على أوروبا والعالم.
بين محاولات حذرة لإعادة قنوات التواصل، وتصعيد سياسي وعسكري متواصل، تبدو المحادثات المقبلة في موسكو اختبارًا حاسمًا لقدرة الطرفين على تجاوز الهوة المتسعة في علاقتهما.
