صدمة دبلوماسية: واشنطن تسحب دعمها لحل الدولتين وتقترح دولة فلسطينية خارج الضفة

في تصريحات مثيرة للجدل، كشف السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة هدفاً أساسياً لسياستها الخارجية، مضيفاً أن إمكانية قيام هذه الدولة على الأراضي الفلسطينية – خصوصاً في الضفة الغربية – لم تعد مطروحة بجدية.
وأكد هاكابي، في مقابلة مع وكالة بلومبرج، أن واشنطن لم تعد تؤيد بشكل قاطع قيام دولة فلسطينية، على خلاف الموقف الذي اتبعته الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدار أكثر من عقدين.
وقال السفير، المعيّن من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: "ما لم تحدث تغييرات جذرية في الثقافة السياسية والمجتمعية لدى الفلسطينيين، فإن فرصة إقامة دولة تبدو معدومة، وربما لن تحدث أبداً خلال حياتنا.
اقتراح مثير: بإقامة الدولة الفلسطينية في "مكان آخر"
وفي تحول لافت في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي، لم يكتف هاكابي بالتشكيك في قيام الدولة الفلسطينية، بل اقترح أن يتم "اقتطاع قطعة أرض من دولة إسلامية أخرى في المنطقة" لتُقام عليها الدولة الفلسطينية الموعودة، بدلاً من المطالبة بأي أراضٍ من إسرائيل.
ولم يُحدد هاكابي الدول التي قد تكون مرشحة لهذا "الاقتطاع"، ما أثار استغراباً وانتقادات واسعة من قبل خبراء ودبلوماسيين، خصوصاً أن الاقتراح يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه.
الموقف الدولي: دعم متجدد لحل الدولتين
وتأتي هذه التصريحات في وقت تعمل فيه دول عربية وأوروبية على إعادة إحياء مشروع الدولة الفلسطينية. ومن المقرر أن تستضيف الأمم المتحدة في نيويورك بين 17 و20 يونيو المقبل "مؤتمر حل الدولتين" برئاسة مشتركة سعودية ــ فرنسية.
ويهدف المؤتمر إلى إنتاج "وثيقة ختامية" تُشكل خريطة طريق جديدة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ضمن حدود معترف بها دولياً. وتستند الوثيقة إلى أعمال ثماني مجموعات عمل فرعية، كُلّفت بتقديم مقترحات عملية لحل القضايا الجوهرية، مثل الحدود، والقدس، واللاجئين، والأمن، والمياه، والاقتصاد.
هذا التوجه الدولي يأتي وسط تصاعد الغضب العالمي من التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وتزايد الدعوات لإنهاء الاحتلال وبناء سلام دائم وعادل.
ردود فعل متوقعة وقلق فلسطيني
ومن المرجح أن تثير تصريحات هاكابي موجة جديدة من الانتقادات من السلطة الفلسطينية والدول الداعمة لحقوق الفلسطينيين. ويُتوقع أن تُستخدم هذه التصريحات كورقة ضغط دبلوماسية خلال المؤتمر المرتقب في نيويورك.
كما قد تُعقّد هذه التصريحات مساعي إدارة الرئيس جو بايدن، التي تحاول الموازنة بين دعمها التقليدي لإسرائيل، والحفاظ على علاقات متوازنة مع العالم العربي، في وقت تتزايد فيه الانتقادات للمواقف الأمريكية من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.