الخبز الأبيض قد يزيد خطر الوفاة بين مرضى سرطان القولون

كشفت دراسة طبية حديثة عن وجود علاقة بين تناول الأطعمة المُسببة للالتهابات وعلى رأسها الخبز الأبيض وارتفاع خطر الوفاة بين مرضى سرطان القولون، خاصة أولئك الذين يعانون من المرحلة الثالثة من المرض.
البحث الذي أُجري على أكثر من 1600 مريض بسرطان القولون، أظهر أن الأنظمة الغذائية الغنية بأطعمة مثل الخبز الأبيض، البطاطس المقلية، النقانق (الهوت دوج)، والمشروبات الغازية، قد تؤثر سلبًا على فرص النجاة بعد الخضوع للعلاج. حيث تبيّن أن المرضى الذين تناولوا هذه الأطعمة بشكل متكرر كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة تصل إلى 87% مقارنةً بأولئك الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا منخفض الالتهاب.
الالتهاب: القاسم المشترك بين الغذاء والسرطان
الالتهاب المزمن، حتى وإن كان بدرجات بسيطة، يُعد أحد المحركات الأساسية للعديد من الأمراض المزمنة، ومن بينها السرطان. ويرجّح الباحثون أن تناول أطعمة معينة يساهم في تحفيز الالتهاب داخل الجسم، مما قد يُسهم في تطوّر الخلايا السرطانية أو إضعاف قدرة الجسم على مواجهتها، خصوصًا بعد العلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
وفي هذا السياق، صرّحت الدكتورة كيمي نج، الباحثة المشاركة في الدراسة، بأن النتائج الجديدة تمثل إضافة علمية مهمة تُعزز الفرضية القائلة بأن نوعية الغذاء تؤثر بشكل مباشر على مسار المرض، بل وربما على معدلات النجاة. وأضافت أن هناك حاجة ماسة لإجراء أبحاث أوسع من أجل تقديم توصيات غذائية دقيقة تُساعد المرضى على تعزيز فرص الشفاء، وفهم كيف يمكن أن يؤثر النظام الغذائي في البيولوجيا الداخلية لجسم المريض.
الدراسة تُعرض في مؤتمر عالمي
وقد تم عرض هذه الدراسة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO)، والذي يُعد من أبرز المؤتمرات الطبية في مجال أبحاث السرطان. وتأتي نتائج هذا البحث مكملة لأبحاث سابقة كانت قد أشارت إلى أن الالتهاب المزمن يمكن أن يلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، إضافة إلى مساهمته في تكرار المرض بعد العلاج.
وبالرغم من أن بعض الدراسات أكدت إمكانية استخدام مضادات الالتهاب للحد من خطر تكرار المرض لدى مرضى المرحلة الثالثة، إلا أن تأثير النظام الغذائي في هذا السياق لا يزال بحاجة إلى المزيد من الدراسة والتوثيق العلمي.
ماذا يأكل مريض سرطان القولون؟
بدلاً من تناول الخبز الأبيض وغيره من الأطعمة المُصنّعة، ينصح الباحثون باعتماد نظام غذائي غني بالعناصر الطبيعية التي تملك خصائص مضادة للالتهاب. ومن أبرز هذه الأطعمة:
- الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والكرنب
- الحبوب الكاملة مثل الشوفان والكينوا
- المكسرات غير المُملحة
- الفواكه الطازجة، خاصةً التوت والتفاح
- الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، الغنية بأحماض أوميغا-3
هذا التحول في النظام الغذائي لا يُعد فقط خيارًا صحيًا للمرضى، بل قد يكون عاملاً حاسمًا في تحسين جودة حياتهم وفرصهم في مقاومة المرض والحد من مضاعفاته.