إيران تعلن موعد الجولة السادسة من المحادثات النووية مع أمريكا في مسقط
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة ستعقد يوم الأحد المقبل في مسقط، عاصمة سلطنة عمان، وذلك بعد تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدد فيها موعدًا مختلفًا للمحادثات.
تفاصيل الجولة المقبلة: من النروج إلى مسقط
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان رسمي إن وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين عباس عراقجي سيزوران النروج الأربعاء والخميس تمهيدًا لجولة المحادثات القادمة. وأكد بقائي أن الجولة الجديدة ستجري في مسقط يوم الأحد، موضحًا أن الهدف من المحادثات هو استكشاف سبل التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين.
في وقت سابق، كشف المتحدث الرسمي أن إيران بصدد تقديم رد رسمي مكتوب إلى الجانب الأمريكي عبر قناة دبلوماسية في عمان خلال الأيام المقبلة، معربًا عن أمل بلاده في أن تستغل الولايات المتحدة هذه الفرصة بشكل إيجابي.
مقترحات إيران: الحفاظ على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصادرها أن الرد الإيراني على المقترح الأمريكي سيكون مكتوبًا وسيُرسل عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية خلال اليومين القادمين. ويتوقع أن تشتمل المقترحات على الحفاظ على مبدأ تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، مع تنفيذ خطوات محددة لتخفيف المخاوف الأمريكية بشأن البرنامج النووي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي طهران لإعادة التفاوض حول الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب عام 2018، وهو الاتفاق الذي كان يحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية. وتصر إيران على رفع فعال وشامل للعقوبات مقابل أي تنازلات نووية تقدمها.
وأشار المصدر إلى أن إيران مستعدة أيضًا لعقد جولة جديدة من المباحثات غير المباشرة مع واشنطن، شرط ألا تتخطى هذه المفاوضات "الخطوط الحمراء" التي وضعتها طهران.
الربط بين الملف النووي وأزمة غزة: رؤية ترامب
في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدلى بها أمام الصحفيين في البيت الأبيض الإثنين، أكد فيها أن إيران تشارك في مفاوضات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الحركة.
وأكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى لموقع "أكسيوس" أن ترامب يرى أن الملفين النووي الإيراني وأزمة غزة مترابطان في إطار واقع إقليمي أوسع تسعى إدارته إلى تشكيله.
خلفية النزاع: العقوبات والانسحاب من الاتفاق النووي
يذكر أن إدارة ترامب انسحبت في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وست قوى عالمية، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران، مما دفع الأخيرة إلى تكثيف عمليات تخصيب اليورانيوم وتجاوز حدود الاتفاق النووي بشكل واضح.
تسعى هذه الجولة الجديدة من المحادثات إلى كسر الجمود الذي تخلل العلاقات بين واشنطن وطهران، وسط مخاوف دولية متزايدة من تصاعد التوترات الإقليمية وتأثيرها على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
