عاجل

عراقجي يطير إلي روما استعداداً للجولة الخامسة من المحادثات النووية مع واشنطن

قبل انطلاق الجولة
قبل انطلاق الجولة الخامسة لمحادثات «واشنطن – إيران»

قبل انطلاق الجولة الخامسة لمحادثات «واشنطن – إيران» اليوم الجمعة، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الطائرة التي تقل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والوفد المرافق له تقترب من الهبوط في العاصمة الإيطالية روما.

وسيصل وزير الخارجية الإيراني إلى روما استعدادًا لانطلاق الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي تُجرى بوساطة سلطنة عمان.

 

الجولة الخامسة لمحادثات «واشنطن – إيران»

ويُستأنف الحوار بين المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين اليوم الجمعة في روما، في محاولة جديدة لحل النزاع الممتد منذ عقود حول البرنامج النووي الإيراني، رغم التحذيرات الصادرة عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، الذي أكد أن التوصل إلى اتفاق جديد يبدو مستبعدًا في ظل استمرار تضارب الخطوط الحمراء بين الطرفين.

<span style=
الجولة الخامسة لمحادثات «واشنطن – إيران»

وتكمن المخاطر في هذه المفاوضات بالنسبة لكلا الجانبين. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى للحد من قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي، ما قد يؤدي إلى اندلاع سباق تسلح نووي في المنطقة. في المقابل، تأمل طهران في رفع العقوبات الاقتصادية الخانقة التي أثقلت كاهل اقتصادها القائم على النفط.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في هذه الجولة الخامسة من المحادثات، التي تجري عبر وسطاء عمانيين، رغم المواقف المتشددة التي تبنتها كل من واشنطن وطهران علنًا بشأن ملف تخصيب اليورانيوم الإيراني.

ورغم تأكيد إيران على أن المفاوضات تظل غير مباشرة، أفاد مسؤولون أمريكيون بأن الاجتماعات – بما فيها الجولة السابقة التي عُقدت في 11 مايو في سلطنة عمان – تضمنت تواصلًا مباشرًا وغير مباشر مع الجانب الإيراني.

 

الحل الدبلوماسي في معالجة الأزمة النووية

وأعربت كل من طهران وواشنطن عن تفضيلهما للحل الدبلوماسي في معالجة الأزمة النووية، إلا أن الهوة لا تزال واسعة بين الطرفين في ما يتعلق بعدة خطوط حمراء يتعين على المفاوضين تجاوزها من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد وتفادي التصعيد العسكري.

وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يوم الثلاثاء، بأن واشنطن تسعى لإبرام اتفاق يتيح لإيران امتلاك برنامج نووي مدني، شرط أن لا يتضمن تخصيبًا لليورانيوم، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الوصول إلى هذا النوع من الاتفاق "لن يكون أمرًا يسيرًا".

من جانبه، رفض المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي مطالب واشنطن بوقف كامل لعمليات تخصيب اليورانيوم، واعتبرها "مطالب مبالغ فيها ومشينة"، محذرًا من أن فرص نجاح المحادثات ضئيلة في ظل هذه الطروحات.

ومن أبرز العقبات التي لا تزال تعرقل التوصل إلى اتفاق، رفض طهران تفريغ كامل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب عبر شحنه إلى الخارج، ورفضها الدخول في مناقشات تتعلق ببرنامجها للصواريخ الباليستية.

وتؤكد إيران استعدادها لقبول بعض القيود على أنشطة تخصيب اليورانيوم، لكنها تشدد على ضرورة تقديم ضمانات قوية تحول دون انسحاب الولايات المتحدة من أي اتفاق محتمل مستقبليًا، كما حدث في السابق. فقد انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والدول الست الكبرى، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية الشاملة التي ألحقت ضررًا بالغًا بالاقتصاد الإيراني، ما دفع طهران إلى رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى ما يتجاوز بكثير حدود الاتفاق الأصلي.

<span style=
الجولة الخامسة لمحادثات «واشنطن – إيران»

فشل هذه الجولة من المفاوضات

ويحذر المراقبون من أن فشل هذه الجولة من المفاوضات قد يكون مكلفًا. فبينما تُصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، تواصل إسرائيل – الخصم اللدود للجمهورية الإسلامية – تأكيدها أنها لن تسمح بأي حال من الأحوال لإيران بامتلاك قدرات نووية عسكرية.

وفي هذا الإطار، حذر عباس عراقجي يوم الخميس من أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حال أقدمت إسرائيل على شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك عقب تقرير لشبكة CNN أشار إلى احتمال أن تكون إسرائيل تُعدّ لشن ضربات ضد إيران.

وبينما تواصل التوترات بين واشنطن وطهران التصاعد حول ملف تخصيب اليورانيوم، أفادت ثلاثة مصادر إيرانية يوم الثلاثاء أن القيادة الدينية في إيران لا تمتلك حتى الآن خطة بديلة واضحة في حال فشلت جهود التوصل إلى حل للأزمة الحالية.

تم نسخ الرابط