أدعية ختام عيد الأضحى.. نفحات ودعوات تفتح أبواب الجنة

مع غروب شمس آخر أيام التشريق، وانتهاء مناسك عيد الأضحى المبارك، يُقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على ختام هذا الموسم الإيماني بالدعاء والتضرع إلى الله، راجين منه أن يكونوا ممن كُتب لهم القبول والرحمة والغفران.
عيد الأضحى ليس مجرد أيامٍ من البهجة والسرور، بل هو محطة روحية عميقة في حياة المسلم، يتقرب فيها إلى الله بالنسك والطاعة وصلة الرحم، وعند ختامه، يرفع العبد أكفّ الدعاء، يودّع هذه الأيام المباركة بما يليق بجلالها، داعيًا أن لا تكون هي الأخيرة في عمره، وأن يعود إليها وقد ازداد قربًا ويقينًا.
وفي أجواء إيمانية تغمرها الخشوع والسكينة، يكثر الدعاء في ختام العيد بالشكر على التوفيق، وبالرجاء في دوام الطاعة، وبالتوسل إلى الله أن يجعل ما مضى من العبادات مقبولًا مباركًا فيه. وتُعد هذه اللحظات من أعظم الأوقات التي يُستحب فيها التوجه إلى الله بالدعاء الصادق، إذ أنها تتوج موسمًا من الذكر، والتكبير، والتضحية، والصلات.
ومن الأدعية الجامعة التي يُستحب ترديدها في ختام العيد:
• “اللهم تقبل صلاتنا وصيامنا وقيامنا وذكرنا ونسكنا، واجعلها شاهدة لنا لا علينا، واكتب لنا بها النجاة من النار، ودخول الجنة بغير حساب.”
• “اللهم تقبل أضحيتنا، واكتب لنا بها مغفرة ورحمة، وارفع بها درجاتنا، وبلّغنا بها مرضاتك، واغفر لنا ما أسررنا وما أعلنا.”
• “اللهم اجعل عيدنا هذا فاتحة خيرٍ لما بعده، واغفر لنا ما قصرنا فيه من حقك، وثبّتنا على طاعتك حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا.”
• “اللهم لا تجعل هذا العيد آخر عهدنا بالطاعات، واجعلنا ممن داوموا على العبادة في الرخاء كما فعلوها في المواسم، وأدم علينا نعمة الإيمان والإسلام.”
• “اللهم بارك لنا فيما بقي من أعمارنا، واجعلنا ممن يُحسنون الختام، ولا تقبض أرواحنا إلا وقد رضيت عنا، وكتبت لنا الفردوس الأعلى.”
• “اللهم لا تحرمنا من فضل أيامك المباركة، ووفقنا لطاعتك في كل حين، واجعلنا من الذاكرين الشاكرين الصابرين، وارزقنا لذة القرب منك في كل وقت.”
• “اللهم ثبتنا بعد العيد، ونجّنا من فتنة الدنيا والهوى، واجعلنا ممن يُحيي السنن، ويُقيم الدين، ويُؤدي الأمانات، ويصِل الأرحام.”
• “اللهم اجعلنا بعد هذا العيد أكثر صدقًا في العمل، وأكثر رحمةً بالخلق، وأكثر تعلقًا بك، وأكثر عزوفًا عن المعاصي والذنوب.”
ويُستحب كذلك أن يُخصص الدعاء للوالدين، والأهل، والأبناء، والمسلمين في كل مكان، وأن يُدعى فيه برفع البلاء، ونزول الغيث، وسعة الأرزاق، وإصلاح القلوب، وهداية الناس للحق.
وقد دعت التقاليد الإسلامية إلى اغتنام لحظات ما بعد العيد في التوبة والاستغفار والدعاء، لا سيما أن النفس قد تعود إلى التراخي بعد موسم الطاعة، ولذلك فإن الاستمرار في الدعاء يُعد درعًا واقيًا من الفتور، ووسيلة للحفاظ على روحانية العيد.
وتبقى حقيقة أن ختام عيد الأضحى ليس نهاية لموسم العبادة، بل هو بداية لرحلة جديدة مع الله، رحلة يواصل فيها العبد طريق الطاعة والإخلاص، ويحرص فيها على أن يكون العيد نقطة انطلاق لا محطة وداع. فالقلوب التي ذاقت طعم القرب، لا ترضى بعده بالبعد، والنفوس التي رفرفت في أجواء الرضا، لا تستسيغ الهبوط مرة أخرى إلى الغفلة