شروط الإخلاص في الذبح ..
هل قُبلت أضحيتك في عيد الأضحى؟ .. دار الإفتاء توضح علامات القبول

في إجابة وافية عن سؤال متكرر يتجدد مع كل موسم عيد أضحى، أوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المؤمن الصادق لا يطمئن تمامًا لقبول عمله، وفي الوقت ذاته لا ييأس من رحمة الله، بل يعيش دائمًا حالة روحية متوازنة بين الخوف والرجاء.
وقال أحمد ممدوح، خلال لقائه في برنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على القناة الأولى، إن الوجل من عدم القبول هو شعور محمود، يدفع الإنسان إلى الصدق والإخلاص والتجرد من الرياء.
ما دلائل القبول؟
أشار أحمد ممدوح إلى أن من علامات قبول الأضحية أن يُيسّر الله للمسلم أداءها، سواء من خلال توفر المال، أو الشعور الصادق بالرغبة في التقرب إلى الله، أو القدرة على التنفيذ دون مشقة مفرطة.
وقال أحمد ممدوح: "إذا وضع الله فكرة الأضحية في قلبك، ويسر لك السعي والذبح، فهذه من دلائل القبول. ولكن القبول لا يتحقق إلا إذا نُزعت نية الرياء وطلب المباهاة من قلبك، وكانت النية خالصة لوجه الله".
نية الرياء قد تفسد الأجر
حذّر أحمد ممدوح من أن النية غير الخالصة قد تذهب بثواب الأضحية، مؤكدًا أن نية المفاخرة أو التباهي أمام الناس، سواء بحجم الذبيحة أو تعدد الأضاحي، قد تُعكر صفو القبول.
وأضاف أحمد ممدوح: "لا بد من مراجعة القلب قبل أداء أي عبادة، خاصة الأضحية، لأنها عبادة ظاهرة قد يدخلها الرياء بسهولة. لذلك على المسلم أن يستحضر الآية الكريمة: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، كما قال إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام عند بنائهما البيت".
مفتاح الطمأنينة
أشار أحمد ممدوح إلى أن أهل العلم والصلاح يرون أن الخوف وحده لا يكفي، والرجاء وحده لا يحقق الاطمئنان، وأن المؤمن يجب أن يوازن بين جناحي الخوف من عدم القبول، والرجاء في سعة رحمة الله.
ولفت إلى قول أهل الله: "إياك أن تكون مهيض الجناح"، أي أن تُسيطر عليك مشاعر الخوف فتهزمك وتمنعك من الإقدام على العبادة، بل اجعل الخشية باعثًا للتوبة، والرجاء دافعًا للعمل الصالح.
معيار قبول الأضحية
أكد أحمد ممدوح أن الإخلاص هو الشرط الأساسي في قبول أي عمل صالح، بما في ذلك الأضحية، موضحًا أن النية الخفية بين العبد وربه هي الفيصل، وليس المظاهر أو الكلمات.
وأشار أحمد ممدوح إلى أن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى صور الأضاحي ولا إلى كميتها، بل ينظر إلى القلوب وما وقر فيها من إخلاص وتقوى، مستشهدًا بالآية: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم".

دعاء ختامي
اختتم أمين الفتوى حديثه بدعاء صادق ومؤثر، قال فيه: "نسأل الله أن يتقبل من الجميع أضحياتهم وسائر أعمالهم، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يجبر خواطر عباده الصادقين، ويغفر لنا تقصيرنا ويبارك في أيامنا وأعمالنا"
وفي ختام الحديث، تبقى الرسالة الأهم: النية الخالصة والتواضع هما جواز المرور لقبول القربات، والأضحية شعيرة عظيمة، فلا تُفسدها بمراءاة أو غفلة.