إيران تندد بالهجوم على سفينة "مادلين" وتؤكد: عملية اختطاف في المياه الدولية

أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الهجوم الذي تعرضت له السفينة "مادلين" أثناء محاولتها إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، واعتبرت أن العملية تشكّل قرصنة بحرية مكتملة الأركان، نظراً لوقوعها في المياه الدولية، بعيدًا عن أي سلطة بحرية إقليمية.
وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان رسمي نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، إن العملية التي نفذتها القوات الإسرائيلية ضد السفينة لا يمكن توصيفها إلا على أنها "عملية اختطاف في عرض البحر"، بما يمثل خرقًا صريحًا للقوانين الدولية ومعاهدات حقوق الإنسان.
غزة جريمة إنسانية
وفي سياق البيان ذاته، أكدت الخارجية الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي يهدف إلى منع وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، ما يشكل جريمة ضد الإنسانية، خاصة في ظل الظروف الكارثية التي يعاني منها القطاع المحاصر.
وشددت الخارجية الإيرانية على أن محاولة اعتراض السفينة "مادلين"، التي كانت تحمل مساعدات طبية وغذائية عاجلة، يعد انتهاكًا صارخًا للمبادئ الإنسانية، مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في مواجهة هذا السلوك "العدواني".
دعوة الأمم المتحدة للتحرك
وطالبت الخارجية الإيرانية الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية بالتحرك الفوري والفعّال لوقف الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين ومصادر الإغاثة، مؤكدة أن استمرار الحصار على غزة يُعد وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.
وأكدت الخارجية الإيرانية أن الهجوم على "مادلين" يمثل جرس إنذار جديد بشأن انهيار المعايير القانونية والإنسانية في التعامل مع الأزمات الدولية، ودعت إلى تحقيق عاجل ومحايد في ملابسات الهجوم، ومحاسبة المسؤولين عنه وفقًا للقانون الدولي.
الموقف الإيراني الدعم لغزة
يأتي التصعيد الإيراني في الموقف بعد سلسلة من ردود الفعل الغاضبة التي صدرت عن عدد من الدول والمنظمات إثر احتجاز السفينة من قبل الجيش الإسرائيلي، وهي السفينة التي كانت تشارك ضمن أسطول مدني يهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا.
ويعد هذا الموقف امتدادًا لمواقف سابقة لطهران تؤكد دعمها للقضية الفلسطينية، حيث تدعو باستمرار إلى رفع الحصار وإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن التضامن الإقليمي والدولي ضروري من أجل وقف ما وصفته بـ"الجرائم الممنهجة" ضد المدنيين في القطاع.
"مادلين" في قلب المواجهة
وكانت السفينة "مادلين"، التي انطلقت من موانئ أوروبية وتحمل نشطاء ومتضامنين دوليين، قد تعرضت لهجوم من القوات البحرية الإسرائيلية في عرض البحر، مما أدى إلى احتجاز من كانوا على متنها ومصادرة شحنتها، رغم تأكيدات المنظمين أن السفينة كانت في مهمة سلمية بحتة.
وقد وصفت جهات حقوقية ودولية هذا الهجوم بأنه خرق للقوانين البحرية الدولية ويمثل سابقة خطيرة في التعامل مع المساعدات الإنسانية، لا سيما تلك المتوجهة إلى مناطق النزاع والحصار مثل قطاع غزة.

هل تشكّل "مادلين" تصعيد دبلوماسي؟
مع اتساع رقعة التنديد الدولي، وخاصة من دول إقليمية كإيران، بات من المتوقع أن تُدرج قضية السفينة "مادلين" ضمن ملفات التوتر الإقليمي والدولي، خصوصًا إذا استمر التصعيد الإسرائيلي ضد المبادرات الإنسانية، ما يهدد بمزيد من الانقسامات في مواقف القوى الكبرى حيال الأزمة الفلسطينية المستمرة.
ويُطرح السؤال بقوة: هل ستدفع حادثة "مادلين" المجتمع الدولي إلى التحرك الفعلي لفك الحصار عن غزة؟ أم ستُترك القضية كغيرها رهينة الإدانات دون خطوات عملية؟