اقتحام إسرائيلي لسفينة "مادلين" واحتجاز ناشطين دوليين قبالة سواحل غزة

في تطور خطير يُنذر بمزيد من التوتر في المنطقة، أعلن "تحالف أسطول الحرية" أن الجيش الإسرائيلي اقتحم في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين"، أثناء توجهها إلى قطاع غزة، واحتجز جميع من كانوا على متنها من ناشطين دوليين، وذلك أثناء إبحارها في المياه الدولية.

طائرات مسيّرة ومواد مهيجة

وأوضح التحالف في بيان له أن السفينة تعرضت لهجوم مفاجئ من طائرات مسيّرة من نوع "كوادكوبتر"، قامت برش مادة بيضاء "مهيجة" على سطح السفينة، بالتزامن مع بث أصوات مزعجة عبر أجهزة الراديو، مضيفًا أن الاتصال بالسفينة انقطع تماماً منذ لحظة الاقتحام، ما يثير المخاوف بشأن مصير طاقمها وركابها.

من جهتها، أكدت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ فعلياً بعملية "السيطرة" على السفينة "مادلين"، بينما ذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن البحرية كانت تتواصل مع السفينة وتطلب منها تغيير مسارها بدعوى اقترابها من "منطقة محظورة"، في إشارة إلى المياه القريبة من قطاع غزة.

في وقت متأخر من مساء الأحد، ظهرت زوارق مجهولة المصدر بالقرب من السفينة في عرض البحر الأبيض المتوسط، بحسب بث مباشر من على متنها. وذكر الناشط البرازيلي "ثياغو أفيلا" في رسالة صوتية عبر تطبيق "تلغرام" أن السفينة كانت محاطة بأضواء عدة في وقت واحد، ما دفعهم للاعتقاد بأنهم محاصرون، لكن تلك الزوارق انسحبت لاحقاً دون تدخل مباشر.

تحركات مشبوهة وزوارق حربية

بحسب شهود من داخل السفينة، فقد دوت صفارات الإنذار تحذيراً من اقتراب زوارق حربية إسرائيلية، وقد تم تجهيز سترات النجاة تحسباً لأي محاولة اقتحام. وأكد "تحالف أسطول الحرية" أن جرس الإنذار تم تفعيله كإجراء احترازي، ما يعكس مستوى التوتر الذي كان يسود أجواء السفينة قبل اقتحامها.

في السياق ذاته، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني قوله إن الجيش كان يخطط للسيطرة على السفينة "مادلين" واحتجاز من على متنها قبل أن تصل إلى غزة. وأوضح أن العملية ستُنفذ "بطريقة غير عنيفة"، مع ترحيل الركاب لاحقاً خارج إسرائيل، وهو ما يتسق مع ما تم تداوله عن تدريبات مسبقة أجرتها وحدة الكوماندوز البحري "شايطيت 13" لمحاكاة هذه العملية.

خطة إسرائيلية للاعتراض والترحيل

وبحسب تقديرات "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة"، كانت السفينة "مادلين" قد اقتربت من دخول المياه الإقليمية للقطاع، حيث لا تزال على بعد عشرات الأميال البحرية من الشاطئ، وقد زادت هذه المسافة الحساسة من احتمالات اعتراض السفينة من قبل الجيش الإسرائيلي، كما حدث صباح اليوم.

تُعد السفينة "مادلين" جزءاً من حملة دولية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عاماً، وتحمل على متنها ناشطين من عدة جنسيات يسعون لإيصال مساعدات إنسانية رمزية ودعم معنوي لسكان غزة. ويعتبر اقتحامها خرقاً للقانون الدولي بحسب منظمات حقوقية، خاصة وأن العملية جرت في المياه الدولية.

أهداف السفينة ورسالة التحالف

عملية احتجاز السفينة "مادلين" تمثل تصعيداً جديداً في مشهد الحصار البحري المفروض على غزة، وتعيد إلى الأذهان أحداث سفينة "مافي مرمرة" عام 2010. ومع استمرار حالة الانقطاع في الاتصال مع السفينة وركابها، تزداد الدعوات الدولية المطالبة بتفسير رسمي وتحقيق فوري في ملابسات الحادثة.