عاجل

"مادلين" تشق أمواج الحصار: "أسطول الحرية" يعود من رحم الإغاثة إلى ضمير العالم

أسطول الحرية
أسطول الحرية

انطلقت فكرة أسطول الحرية من تحالف دولي يضم منظمات غير حكومية وناشطين دوليين، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007. كانت السفن جزءًا من سلسلة محاولات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المحاصر

يتألف أسطول الحرية من مجموعة من السفن المحملة بمساعدات إنسانية موجهة عبر البحر إلى الشعب الفلسطيني في القطاع، شارك فيها متطوعون من المجتمع المدني من جنسيات مختلفة.

اخبار وتقارير - وصلت قبالة السواحل المصرية.. سفينة “أسطول الحرية” في طريقها  إلى قطاع غزة

وخلال الفترة من 2010-2024 تمكّن تحالف أسطول الحرية من تنظيم 6 قوافل، أشهرها أسطول الحرية الأول عام 2010، الذي تعرّض لهجوم عسكري إسرائيلي خلف 10 قتلى وعشرات الجرحى، وأسطول الحرية النسوي عام 2016.

لم يتمكن أي أسطول خلال الفترة من 2010-2024 من دخول غزة وكسر الحصار عنها، لكن تحالف أسطول الحرية يواصل جهوده في هذا الصدد.

ميلاد أسطول الحرية من رحم الإغاثة التركية إلى ضمير العالم

وارتبط ميلاد أسطول الحرية بهيئة الإغاثة الإنسانية التركية، وهي هيئة أسسها متطوعون أتراك عام 1992 لتكون جمعية خيرية، تهدف إلى مساعدة ضحايا الحرب التي شهدتها البوسنة والهرسك في ذلك الوقت، وبعد ذلك توسع عملها الإنساني ليشمل الشرق الأوسط وأفريقيا.

وفي عام 2010 دعت الهيئة إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" لكسر حصار غزة، وتشكل ائتلاف من الهيئات الست التي شاركت في المبادرة وهي، إضافة إلى الهيئة الداعية، 5 منظمات دولية غير حكومية: حركة غزة الحرة، والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار على غزة، والسفينة إلى غزة-اليونان، والسفينة إلى غزة-السويد، واللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.

وتتكون ائتلاف أسطول الحرية حركة دولية للتضامن الشعبي تتكون من عدد من الحملات الشعبية للمجتمع المدني حول العالم، تنظم وتدعم الأعمال السلمية المباشرة لتحدي وكسر الحصار الإسرائيلي على غزة عبر البحر.

يتكون تحالف أسطول الحرية بعد توسعه من المنظمات المدنية والتضامنية التالية:

  • اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
  • هيئة الإغاثة الإنسانية التركية.
  • حملة السفن السويدية لغزة.
  • التحالف الجنوب أفريقي لدعم فلسطين.
  • الحملة الإسبانية لكسر الحصار-رامبو غزة.
  • هيئة الرعاية الماليزية.
  • الحملة النرويجية لكسر الحصار.
  • القارب الأمريكي لغزة.
  • القارب الكندي لغزة.
  • منظمة تحيا غزة النيوزلندية.
  • الحملة اليونانية لكسر الحصار عن غزة.
  • حملة أسطول الحرية-إيطاليا.
  • الحملة الأوروبية لكسر الحصار.
  • الحملة الفرنسية لكسر حصار غزة.
Cruise liner Mavi Marmara is pictured under maintenance in a shipyard in Istanbul September 4, 2011. Turkey said on Saturday that it would apply next week for an investigation by the International Court of Justice into the legality of Israel's naval blockade of the Palestinian enclave of Gaza. On Friday, Turkey expelled Israel's ambassador and froze military agreements with Israel after a U.N. report on the killing of nine Turks during an Israeli raid on the Gaza-bound ship Mavi Marmara a year ago failed to trigger an apology from the Jewish state.

كم عدد المهمات السابقة التي نظمها التحالف؟

أبحرت أول مهمة لتحرير غزة عام 2008. ووصلت سفينتان "ليبرتي" و"غزة الحرة"، إلى غزة محملتين بالإمدادات الطبية لمن يعيشون تحت الحصار.

كما أرسلت بعثة ثانية إلى غزة في خريف 2008 على متن سفينة "الكرامة"، وانطلقت سفينة "الكرامة" في 4 رحلات أخرى عام 2008.

وفي عام 2009، قامت كلٌ من سفينة "الإنسانية" برحلة، وسفينة "روح الإنسانية" برحلات إلى غزة. وفي عام 2010، أبحر أسطول بحري بقيادة سفينة "مافي مرمرة" التركية باتجاه غزة، لكن البحرية الإسرائيلية سيطرت عليه بالقوة في المياه الدولية، ما أسفر عن سقوط 9 أشخاص على الفور، بالإضافة إلى وفاة شخص متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال الهجوم.

وأبحرت رحلات "الكرامة" باتجاه غزة في أعوام 2011، 2012، 2013، 2014، و2015. وأبحرت سفينة "النساء إلى غزة" في سبتمبر 2016، وشاركت 4 قوارب في أسطول عام 2018.

سفينة «مادلين» التابعة لـ«تحالف أسطول الحرية» في ميناء كاتانيا الإيطالي (إ.ب.أ)

التحضير والإعداد للسفينة مادلين (أسطول الحرية)

في الأول من يونيو 2025، انطلقت سفينة "مادلين" من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية، محملةً بالمساعدات الإنسانية والطبية، وعلى متنها 12 ناشطًا دوليًا من جنسيات مختلفة. كانت السفينة جزءًا من أسطول الحرية الذي يهدف إلى تحدي الحصار الإسرائيلي.

ويضم الأسطول سفنًا صغيرة تحمل مساعدات إنسانية ورمزية، ويشارك فيه نشطاء دوليون، برلمانيون، وشخصيات عامة، بهدف لفت أنظار المجتمع الدولي إلى الأوضاع المتدهورة في غزة.

أسطول يحمل رمزية مقاومة الحصار

"أسطول الحرية" ليس تحركًا بحريًا عاديًا، بل هو امتداد لسلسلة من المبادرات الدولية التي انطلقت منذ عام 2010، حيث سعى نشطاء ومناصرون للقضية الفلسطينية إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة من خلال إرسال سفن تحمل مساعدات إنسانية ونشطاء سلام. 

التحديات والضغوط

واجهت السفينة تحديات منذ لحظة انطلاقها، حيث تعرضت لضغوط من السلطات الإسرائيلية لمنع وصولها إلى غزة. أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي تعليمات للجيش بالتحرك لمنع وصول السفينة إلى القطاع.

انطلاق الرحلة

خلال رحلتها التي استمرت عدة أيام، عبرت السفينة البحر الأبيض المتوسط، متجهة نحو سواحل غزة. على متنها، حملت رسائل تضامن ودعم لسكان القطاع، متحديةً الحصار المفروض عليهم.

الاعتراض الإسرائيلي والتصعيد


في محاولة لمنع وصول السفينة، شنت القوات الإسرائيلية هجومًا بالطائرات المسيرة على سفينة "الضمير" التابعة لتحالف أسطول الحرية، والتي كانت في طريقها أيضًا إلى غزة. أسفر الهجوم عن حريق وخرق في هيكل السفينة، مما أدى إلى تعطل مولد الكهرباء وتعريض السفينة لخطر الغرق.

غريتا تونبرغ ناشطة مكافحة تغير المناخ في مؤتمر صحافي قبل مغادرة السفينة «مادلين» ميناء كاتانيا الإيطالي (أ.ب)

أبرز المعلومات عن السفينة مادلين :

 من الجهة المنظمة المشرفة على السفينة؟

تشرف على تنظيم الرحلة "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة"، ضمن إطار "تحالف أسطول الحرية"، وهي حركة دولية تأسست عام 2010 بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وقد أطلقت حتى الآن 36 سفينة ضمن هذا المسعى.

لماذا سميت السفينة بهذا الاسم ؟

وقد تم اختيار اسم "مادلين" تكريما للصيادة الفلسطينية مادلين كُلّاب، أول وأصغر امرأة فلسطينية تمتهن الصيد في غزة.

 متى انطلقت سفينة مادلين؟

أبحرت السفينة "مادلين" من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا الأحد الماضي، الأول من يونيو2025، في رحلة تمتد لمسافة ألفي كيلومتر عبر البحر الأبيض المتوسط.

ماذا تحمل السفينة؟

تحمل السفينة "كميات محدودة لكن رمزية" من إمدادات الإغاثة، وفقا للمنظمين.

هؤلاء النشطاء على متن سفينة "مادلين" أسطول الحرية لكسر حصار غزّة

من الموجودون على متن سفينة مادلين؟

تقل "مادلين" 12 ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، إلى جانب نشطاء حقوقيين وسياسيين مثل النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن.

  • غريتا تونبرغ، ناشطة سويدية في مجال المناخ والعدالة الاجتماعية.
  • ريما حسن، عضو في البرلمان الأوروبي عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري.
  • عمر فياض، صحفي في قناة الجزيرة يغطي الرحلة.
  • يانيس محمدي، صحفي من منصة "بلاست" الفرنسية، موجود أيضا لتغطية الرحلة.
  • باسكال موريراس، ناشط فرنسي شارك في رحلات سابقة ضمن أسطول الحرية.
  • تياغو أفيلا، صحفي برازيلي وناشط اجتماعي وسياسي يدعم القضية الفلسطينية منذ ما يقارب عقدين من الزمن.
  • بابتيس أندري، طبيب فرنسي من المتوقع أن يقدم المساعدة للمسافرين أو المتضامنين المصابين في مواجهات محتملة مع القوات الإسرائيلية.
  • ياسمين آجار، ناشطة ألمانية من أصل كردي وعضو في تحالف أسطول الحرية.
  • ريفا فيارد، ناشط في مجال المناخ من فرنسا.
  • سوايب أوردو، ناشط تركي.
  • سيرجيو توريبيو، عضو طاقم من إسبانيا وعضو في منظمة حماية البيئة البحرية "سي شيبرد".
  • ماركو فان رينيس، طالب هندسة بحرية هولندي وعضو في طاقم السفينة.

 

 متى من المقرر أن تصل سفينة مادلين إلى غزة؟

من المتوقع أن تصل السفينة إلى مسافة 100 ميل بحري من سواحل غزة بعد غد الاثنين، إذا لم تواجه أي اعتراضات أو تأخيرات.

وقالت الناشطة الألمانية ياسمين آجار اليوم السبت إن السفينة تبحر حاليا قبالة الساحل المصري. ويتوقع المنظمون أن تصل السفينة إلى وجهتها خلال الساعات الـ48 القادمة. ووصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة الساعات القادمة بأنها "حاسمة وحرجة".

كيف ستتعامل إسرائيل مع السفينة؟

تشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يعترض السفينة ويحتجز من على متنها، في حال لم تمتثل لأوامره. وقد حذرت منظمات حقوقية من أن أي اعتداء على السفينة سيُعد خرقا للقانون الدولي، خاصة أنها ترفع علم المملكة المتحدة، ما يضع على عاتق لندن مسؤولية حمايتها.

وحلقت مسيرات فوق السفينة في الليالي الماضية وأثارت قلقا كبيرا في صفوف النشطاء، قبل أن يتبين أن هدفها كان الاستطلاع وجمع المعلومات.

وطالبت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن بتمكين السفينة "مادلين" من الوصول إلى غزة وضمان أمنها. وأكدت في تصريحات من على متن السفينة أن أي محاولة لاستهداف السفينة أو اعتراضها تمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي.

وأكدت البرلمانية الأوروبية أنهم مستعدون لاحتمالات متعددة، ولم تستبعد تعرضهم لـ"هجوم إسرائيلي عبر المسيّرات أو الغواصات أو تفجير السفينة من أسفل، أو إلقاء القبض على الفريق من قبل قوات إسرائيلية".

واستعدادا لمختلف السيناريوهات، خضع النشطاء على متن السفينة لعدة دورات تدريبية ويواصلون متابعتها بشكل يومي وبطريقة عملية، وفق تصريحات خاصة للجزيرة نت.

كما أكد ائتلاف أسطول الحرية أن جميع المتطوعين والطاقم على متن مادلين مدربون على اللاعنف وأنهم يبحرون من دون أسلحة في عمل سلمي من المقاومة المدنية ضد تصرفات إسرائيل في غزة.

ولم يستبعد الطبيب بابتيس أندري أن توقف إسرائيل السفينة وتعتقل النشطاء والمتضامنين على متنها "بطريقة عنيفة"، وأكد أن السفينة لا "تهدد أمن إسرائيل"، ورسالتها أن الحصار على غزة "لا يمكن أن يستمر".

الرسالة الإنسانية

رغم التحديات والتهديدات، أصر المشاركون على مواصلة مهمتهم الإنسانية، مؤكدين على أهمية إيصال المساعدات إلى سكان غزة الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء. كانت السفينة "مادلين" رمزًا للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني ورفضًا للحصار المفروض على القطاع.

تم نسخ الرابط