احذر مكالمات الهاتف..سقوط "حلال المشاكل" ضحية لعمليات النصب الإلكتروني

اشتهر بين أصدقائه بلقب "حلال المشاكل" لرجاحة عقله، وقدرته على معالجة الأمور، وتوجيه النصح لغيره برأي ثاقب، معتمد على خبراته الحياتية التي اكتسبها حتى وصل لمنتصف العقد الخامس من عمره. لكنه لم يكن يدرى أن مكالمة هاتفية ستقلب حياته رأسا على عقب وتسقطه في فخ لا يتناسب مع صفاته السابق ذكرها
المحادثة الفخ
مكالمة احتيالية
كان "حلال المشاكل" متواجدًا في مقر عمله عندما دق جرس هاتفه المحمول برقم غريب. وعند الرد، حادثه شاب عرّف نفسه بأنه موظف خدمة عملاء للبنك الذي يملك حسابًا بنكيًا فيه، وأقنعه بأنه بصدد القيام بعملية تحديث بيانات له. وظل معه على الهاتف، يطلب المعلومة تلو الأخرى، وجميعها ليست ذات قيمة، لكنها ضرورية حتى يكتسب ثقة الضحية.
وصل في النهاية إلى المعلومة الأهم، وهي بيانات بطاقة الدفع الإلكتروني. وانتهت المكالمة بهدوء، وظن "حلال المشاكل" أنها مكالمة اعتيادية، ليفاجأ بعد أيام قليلة برسالة من البنك تُفيد بإجراء عملية شراء وسحب أموال من حسابه. حينها تذكّر المكالمة التي تلقّاها، وأدرك أنه وقع ضحية لعملية نصب واحتيال، رغم كل تجاربه الحياتية التي مر بها.
هاتف الجوائز
وفي حيلة أخرى، فوجئت موظفة في الثلاثينات من العمر بمكالمة على هاتفها المحمول من شخص يبشّرها بفوزها برحلة عمرة. فتملكتها فرحة عارمة، فهي منذ سنوات تحلم بهذه الرحلة، وفي هذه اللحظة وجدت من يبشرها بتحقيق حلمها.
كان الشرط الوحيد أن تمتلك بطاقة دفع إلكتروني بحد أدنى عشرة آلاف جنيه، وطلب منها أن تتوجه لأقرب ماكينة صرّاف آلي واتباع الخطوات، وهو ما نفذته بالفعل. وبعد اكتمال جميع الخطوات، فوجئت بقيام الطرف الآخر بإنهاء المكالمة وإغلاق الهاتف.
في الوقت نفسه، جاءتها رسالة تُفيد بتحويل المبلغ المالي إلى محفظة إلكترونية. لتقع هي الأخرى فريسة لعملية نصب من محترفي المكالمات الهاتفية الوهمية.
سهولة التعامل بالفيزا
مما لا شك فيه أن انتشار بطاقات الدفع الإلكتروني والتعامل بها في التسويق أو صرف النقود من ماكينات الصرف الآلي، قد تسهل أمورًا كثيرة مرتبطة بالتسويق والشراء، كما جنبنا روتين انتظار مواعيد البنوك وما شابه. لكن أيضًا، أي تقدم تكنولوجي جديد يقابله على المستوى الموازي تقدم آخر يمثل جانب الشر.
ذلك الجانب تمارسه بعض العصابات من أصحاب النفوس المريضة الباحثين عن المال الحرام، ويستهدفون النصب والاحتيال على المواطنين. لكن، الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية دائمًا تقف لهم بالمرصاد وتضبط مرتكبي تلك الجرائم.
تحرك أمني
فقد تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من إسقاط عصابتين من محترفي النصب، بعدما رصد ضباط قطاع مكافحة جرائم الأموال العامة قيام 4 عاطلين بتكوين عصابة للنصب على المواطنين، بانتحال صفة موظفين بخدمة العملاء في البنوك المختلفة، للاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بالعملاء لسرقة أموالهم.
تم رصد تحركاتهم ومكان تواجدهم بمركز العدوة في المنيا، وقاموا بمداهمة مقر إقامتهم وضبطهم، ليعثروا بحوزتهم على 10 شرائح لخطوط هواتف محمولة، و4 هواتف محمولة. وبفحصها فنيًا، تبيّن احتواؤها على دلائل تؤكد نشاطهم الإجرامي.
خطط احتيالية
وتتعدد الحيل التي تستخدمها عصابات النصب الإلكتروني للإيقاع بالمواطنين في عمليات نصب واستيلاء على أموالهم. حيث زعم 3 عناصر إجرامية أنهم يساعدون المواطنين في تحديث بياناتهم والحصول على قروض، واستولوا على أموال عدد من الضحايا.
وتبيّن أن المتهمين مقيمون بمحافظة المنيا، وكانوا يُجرون عمليات شرائية على مواقع التسوق الإلكتروني، ويُودعون مبالغ مالية في بعض المحافظ الإلكترونية. وتم ضبطهم وبحوزتهم 6 هواتف محمولة، وبفحصها فنيًا، تبيّن وجود دلائل تؤكد نشاطهم الإجرامي.
ولا تزال وزارة الداخلية تواصل مكافحتها لجرائم النصب والاحتيال، لحماية المواطنين، والقبض على المجرمين، وسرعة تقديمهم للعدالة.