عاجل

الشهيد البطل خالد شوقي.. حكم وأجر التضحية بالنفس لإنقاذ الأرواح

الشهيد البطل خالد
الشهيد البطل خالد شوقي

تصدر الشهيد البطل خالد محمد شوقي، مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ضحى بنفسه في سبيل إنقاذ الآخري، فما هو أجر التضحية بالنفس لإنقاذ الأرواح؟

الشهيد البطل خالد شوقي.. هل الموت محترقًا يعد شهادة؟

قالت دار الإفتاء من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، في بيان الشهداء أن صاحب الحريق شهيد واستدلت بالحديث التالي: "قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، وَالْغَرِقُ شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة" أخرجه أبو داود".

فيما أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي الجمهورية الأسبق، أن من مات حرقًا فهو شهيد، منوهًا بأن الشهداء نوعان: شهيد دنيا وآخرة وهو المقتول دفاعًا عن الوطن، وشهيد الدنيا كمن مات في حريق.

واستشهد «جمعة» خلال لقائه ببرنامج "والله أعلم" المذاع على فضائية "سي بي سي" بما روي عن جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟ قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ».

منزلة الشهيد في الإسلام.. هل يشفع الشهيد البطل خالد شوقي في أهل بيته؟

يقول الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق، أن للشهيد منزلة كبيرة عند الله تعالى، ومكرمة عالية، ورزق كريم نظير تقديمه أغلى ما عنده، وهو الجود بنفسه وروحه وحياته في سبيل الدفاع عن الأرض والعِرض، وإبقاء القيم والأخلاق، وتكريس العدالة والسلام، وصون البلاد من المعتدين، وحفظ عزة الأوطان وكرامتها، وتعزيز الاستقلال والحرية، وتحقيق سيادة الدول وحماية مكتسبات الشعوب، واندحار العدوان والظلم".

ولفت إلى أن فضل الشهادة في سبيل الله معروفٌ ومقررٌ في شريعتنا السمحة؛ كما نطقت بهذا النصوص الشريفة، يقول الله تعالى في القرآن الكريم مخبرًا عن ذلك: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]، فجعلَ اللهُ تعالى الربحَ الموعود في مقابلة التضحية بالنفس في هذا المقصد النبيل هو الجنة.

وأوضح أن للشهيد فضلًا كبيرًا لا يُقاربه فضلٌ؛ فإن له الشفاعةَ في سبعين من أقاربه، كما جاء في السنن عن المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: وذكر منها: وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ».

من هو الشهيد؟

قرر الفقهاء أن الشهيدَ الكَاملَ هـو شهيد الدنيا والآخرة، وهو المسلم المكلف الذي قتله أهل الحرب أو أهل البغي، وكان موتـه فور إصابته بأن لم يباشر أمرًا من أمور الدنيا بعدها، وحكمه أن لا يكفن ولا يصلى عليه ولا يغسل.

أما شهيد الآخرة فقد قال العلامة ابن عابدين: إنهم نحو الثلاثين، وزادهم بعض الفقهاء إلى نحو الأربعين؛ منهم: الغريق والحريق والغريب، ومن مات في سبيل طلب العلم، وقد نص العلامة ابن عابدين في "حاشيته" على أن من سعى على امرأته وولده وما ملكت يمينه يقيم فيهم أمر الله تعالى ويطعمهم من حلال كان حقًّا على الله تعالى أن يجعله من الشهداء في درجاتهم يوم القيامة. وهؤلاء يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم.

الشهيد البطل خالد شوقي ضحية شاحنة المواد البترولية المشتعلة بالعاشر من رمضان

توفي اليوم خالد محمد شوقي، سائق شاحنة الوقود الذي سجّل اسمه في سجل الشرف الوطني، بعد أن توفي متأثرًا بإصاباته إثر اندلاع حريق مروع مطلع يونيو الجاري أمام محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية.

الواقعة لم تكن عادية، ولا بطولته كانت عابرة،  حين اندلعت النيران في شاحنة محمّلة بمواد بترولية قابلة للانفجار داخل محطة وقود ملاصقة لمنطقة سكنية، لم ينتظر خالد أو يهرب كما فعل كثيرون، بل قرر أن يواجه الخطر وحده.

قاد السيارة وهي مشتعلة، محاولًا إبعادها عن المكان المكتظ بالسكان، لينقذ أرواحًا لا تحصى من موت مؤكد وانفجار مدمر كان يمكن أن يحوّل المنطقة إلى رماد.

وفي اللحظة التي ظن الجميع فيها أن الكارثة ستقع، نجح خالد في قيادة الشاحنة بعيدًا لمسافة كافية، فتحمّل وحده انفجارها، واستشهد متأثرًا بإصابات بالغة.

تم نسخ الرابط