ذكرى وفاة النبي محمد.. هل مات مسمومًا وحكم القول أنه حي في قبره؟

تحل اليوم ذكرى وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويتساءل البعض عن وفاته صلى الله عليه وسلم متأثرا بالسم.
وفاة النبي محمد.. هل تأثر بالشاة المسمومة؟
يقول الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن الصحابة رضوان الله عليهم أصيبوا بذهول عند سماعهم نبأ وفاة النبي محمد ﷺ، حتى أن كثيرًا منهم كرروا الآية الكريمة: "وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم".
وبحسب الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، أن كلمة "أو" في الآية لا تفيد التردد أو الشك، بل تأتي بمعنى "بل"، أي: "أفإن مات بل قُتل"، في إشارة إلى أن النبي ﷺ مات على فراشه في الظاهر، لكنه في الحقيقة نال الشهادة نتيجة السم الذي دُس له في خيبر.
وأضاف أن رسول الله ﷺ حين تناول من الشاة المسمومة في خيبر، نطق اللحم وأخبره بأنه مسموم، فلفظ النبي ما في فمه، إلا أن بعض السم اختلط بريقه الشريف، واستمر يؤثر في جسده تدريجيًا حتى لحظة وفاته، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعاني من الصداع والحمى المتكررة نتيجة ذلك، وكان يلجأ إلى الحجامة للتخفيف من آثار هذا السم.
وأشار الدكتور يسري جبر إلى أن الله عز وجل لو شاء لأبطل مفعول السم في جسد نبيه، لكنه أذن له أن يختار، فحين اختار النبي ﷺ الرفيق الأعلى، أُطلق السم في بدنه، فكان موته على الحقيقة شهادة، وبهذا يُعد النبي ﷺ قدوة حتى في نيل الشهادة، التي طالما دلّ أمته على فضلها.
وأكد على أن النبي صلى الله عليه وسلم ختم حياته كما عاشها، صابرًا محتسبًا، حتى يكون له نصيب من الجهاد في سبيل الله حتى آخر لحظة من حياته الشريفة.
هل النبي حي في قبره؟
فيما أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تعقيبا على اعترض البعض لما قاله أن "النبي حي في قبره"، ضرورة عدم القول بأن النبي مات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره، وهذا ما تؤمن به الأمة الإسلامية.
وأوضح خالد الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، أن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى تؤكد أن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون" (آل عمران: 169).
وأضاف أن الإجماع منعقد على أن الأنبياء أعلى درجة من الشهداء، واستشهد برؤية النبي صلى الله عليه وسلم لنبي الله موسى عليه السلام ليلة المعراج وهو يصلي في قبره، كما رآه في السماء السادسة، موضحا بأن الأحاديث النبوية الشريفة تدل على حياة الأنبياء في قبورهم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون" (رواه أبو يعلى والبيهقي).
كما أشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، قائلاً: "إن الله عز وجل حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"، وهو حديث رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، موضحا أن الأنبياء اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء.
وفي ختام حديثه، أشار الشيخ خالد الجندي إلى تفسير دار الإفتاء لقول الله تعالى: "إنك ميت وإنهم ميتون"، موضحًا أن المقصود هو انتقال الروح إلى عالم آخر، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "وحياتي خير لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض علي أعمالكم"