تهجير قسري ممنهج ..
أحمد رفيق: إسرائيل تسعى لتغيير ديموغرافي وجغرافي في غزة

في تحليل شامل لتطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكد الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن الأهداف الإسرائيلية باتت واضحة، ولا تقتصر على استهداف فصيل بعينه، بل تمتد إلى محاولة تفكيك المجتمع الفلسطيني بالكامل، عبر سياسات تهجير قسري وتدمير ممنهج للبنية التحتية والسكانية في القطاع.
جاء ذلك خلال مداخلة له على قناة "إكسترا نيوز"، حيث شدد أحمد رفيق عوض على أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإعادة رسم الخريطة السكانية لغزة، من خلال الضغط العسكري المكثف والدفع بالسكان جنوبًا، في مقدمة لتحركات قد تشمل عمليات تهجير واسعة النطاق.
الغارات لتفريغ المدن
أوضح أحمد رفيق عوض أن ما تقوم به إسرائيل في غزة ليس مجرد استهدافات عسكرية تقليدية، بل يأتي ضمن سياسة مدروسة تهدف إلى تجميع السكان الفلسطينيين في مناطق محددة، وعلى رأسها جنوب القطاع، بما يخدم أهدافًا بعيدة المدى لتغيير التركيبة الجغرافية والديموغرافية.
وأضاف أحمد رفيق عوض أن عمليات المسح الكامل للمدن والمناطق السكنية، التي ينفذها الاحتلال، تحمل طابع الإبادة المنظمة، وتسعى إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وليس فقط حركة حماس، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تصب في اتجاه "إعادة احتلال القطاع بصيغة جديدة".
المساعدات أداة للسيطرة لا للإغاثة
وحذر أحمد رفيق عوض من أن ما يُسمى بـ"مراكز المساعدات الإنسانية"، التي أنشأها الاحتلال، ليست سوى أدوات لجمع المعلومات وتركيز السكان تحت إشراف أمني مباشر، ما يُفرغ المساعدات من مضمونها الإنساني.
وأكد أحمد رفيق عوض أن تلك المراكز تمثل آلية إسرائيلية لتفتيت النسيج الاجتماعي الفلسطيني، حيث تُستغل لتحديد تحركات السكان وجمع معلومات استخباراتية تحت ستار الإغاثة، مما يجعلها تمييزية وغير إنسانية في جوهرها
التحركات والاحتجاجات الداخلية
وفيما يتعلق بالحراك الدولي ضد العدوان، أوضح أحمد رفيق عوض أن الاحتجاجات في أوروبا وإسرائيل نفسها مهمة في الضغط المعنوي، لكنها لا ترتقي إلى مستوى القدرة على التأثير السياسي الفعلي، خاصة في ظل الفيتو الأمريكي المتكرر على قرارات وقف إطلاق النار بمجلس الأمن.
وأكد أحمد رفيق عوض أن الضعف في الموقف الدولي يُظهر محدودية التأثير الخارجي في ظل الاصطفاف الأمريكي الدائم مع الاحتلال، وهو ما يجعل الرهان الأساسي يجب أن يكون على المقاومة الداخلية ووحدة الصف الفلسطيني.

الجهود الفلسطينية الداخلية
اختتم الدكتور أحمد رفيق عوض تصريحاته بالدعوة إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، وتكثيف الجهود السياسية والشعبية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي المستمر، محذرًا من أن التصعيد قد يأخذ منحى أكثر خطورة في حال استمرار الغطاء الدولي للصمت والشلل السياسي.
وذكر أحمد رفيق عوض أن المطلوب هو تحرك فلسطيني موحد، يخرج من دائرة الاعتماد على الوسطاء الدوليين وحدهم، نحو استراتيجية مقاومة شاملة تتعامل مع الواقع الجديد الذي يحاول الاحتلال فرضه على الأرض.