ساعة المواجهة تقترب: ألمانيا أمام مهلة ثلاث سنوات لردع هجوم روسي على الناتو
في خطوة تعكس تصاعد المخاوف الغربية من توسع دائرة التهديدات الروسية، أعلنت رئيسة المكتب الاتحادي للمشتريات العسكرية في ألمانيا، أنيت ليهينك-إمدن، أن أمام القوات المسلحة الألمانية مهلة لا تتجاوز ثلاث سنوات لتجهيز نفسها بكامل المعدات والأنظمة اللازمة لصد أي هجوم روسي محتمل قد يستهدف أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي تصريح لصحيفة تاجشبيغل الألمانية، قالت ليهينك إمدن: "يجب اقتناء كل ما يلزم للاستعداد التام للدفاع عن البلاد بحلول عام 2028"، مشيرة إلى أن التحديات الأمنية لم تعد افتراضية، بل واقعية ومتسارعة.
تحذيرات عسكرية: روسيا قد تهاجم بحلول 2029
ويأتى التحذير الجديد في أعقاب تصريحات أطلقها الجنرال كارستن بروير، رئيس هيئة أركان الدفاع الألمانية، حذّر فيها من أن روسيا ستكون في موقع يؤهلها "لشن هجوم واسع النطاق على أراضي الناتو" بحلول عام 2029، خاصة في منطقة البلطيق التي تشهد نشاطًا عسكريًا روسيًا متزايدًا.
وأضاف بروير أن هناك مؤشرات على حشد روسي كبير يشمل ذخائر ودبابات، ما يستوجب من دول التحالف الاستعداد الكامل لمواجهة أي سيناريو تصعيدي.
أولويات التسلح: دبابات مضادة للطائرات ومعدات ثقيلة
في سياق خطط التحديث العسكري، أوضحت ليهينك-إمدن أن الحكومة الألمانية الجديدة بقيادة المستشار فريدريش ميرتس ضخت مئات المليارات من اليوروهات لتطوير الجيش، مع إعطاء أولوية للمعدات الثقيلة مثل دبابات "سكاي رانجر" المتقدمة المضادة للطائرات.
وأكدت أن البرنامج الجديد لإعادة التسلح يهدف إلى تعزيز الجاهزية القتالية، وتوسيع قدرات الردع الألمانية داخل المنظومة الدفاعية لحلف الناتو.
ميرز يعد بـ"أقوى جيش تقليدي في أوروبا"
من جانبه، جعل المستشار فريدريش ميرز ملف إعادة التسلح أولوية قصوى لحكومته الائتلافية، معلنًا نيته تحويل الجيش الألماني إلى "أقوى جيش تقليدي في أوروبا".
يُذكر أن عمليات التحديث العسكري كانت قد انطلقت بالفعل خلال فترة حكم المستشار السابق أولاف شولتز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، لكنها اكتسبت زخمًا إضافيًا مع تصاعد الضغوط الدولية ومطالب الولايات المتحدة بزيادة الإنفاق الدفاعي ضمن الحلف.
ضغوط أمريكية متزايدة ومطالب بتوسيع الجيش
وفي سياق متصل، صعّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الضغوط هذا العام، داعيًا أعضاء الناتو إلى رفع نسبة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 2% فقط.
وفي ألمانيا، أعلن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس أن البلاد بحاجة إلى ما بين 50 و60 ألف جندي إضافي خلال السنوات المقبلة لتلبية احتياجات الناتو، موضحًا أن عدد أفراد الجيش تجاوز 180 ألفًا العام الماضي، ويُتوقع أن يتجاوز 203 آلاف بحلول عام 2031.
أمن أوروبا يدخل مرحلة جديدة
تعكس التطورات المتسارعة دخول أوروبا، وألمانيا على وجه الخصوص، مرحلة جديدة من الاستعدادات العسكرية، بعد عقود من خفض الإنفاق الدفاعي. وبينما تتعزز المخاوف من سيناريوهات حرب محتملة، يبدو أن الناتو يعيد ترتيب أولوياته لمواجهة تهديدات غير مسبوقة في القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب الباردة.