ألمانيا تتمسك بدعم إسرائيل وتستبعد الاعتراف بفلسطين: الاعتراف "رسالة خاطئة"

في تصريح سياسي يعكس ثبات الموقف الألماني تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، أن بلاده لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في المرحلة الراهنة، معتبراً أن القيام بهذه الخطوة حالياً سيبعث برسالة "خاطئة" في ظل الأوضاع الراهنة.
المانيا ملتزمة بدعم إسرائيل
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي، جدعون ساعر، في برلين، شدد فاديفول على التزام الحكومة الألمانية بمواصلة دعم إسرائيل عسكرياً، قائلاً: "من الضروري أن تستمر برلين في تزويد إسرائيل بالأسلحة". وأضاف أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون ثمرة مفاوضات مباشرة بين الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، مشيراً إلى أن الخطوات الأحادية في هذا الإطار قد تعقد المشهد السياسي أكثر مما تخدمه.
تخطيط لزيارة رسمية وعلاقات وثيقة
وفي سياق متصل، أشار الوزير الألماني إلى أن المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، يخطط للقيام بزيارة رسمية إلى إسرائيل خلال العام الجاري، ما يؤكد استمرار العلاقات الوثيقة بين البلدين على مختلف الأصعدة، وخصوصاً في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في الشرق الأوسط.
تصدير أسلحة ومعدات عسكرية إلى إسرائيل
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا وافقت، منذ اندلاع هجوم 7 أكتوبر 2023 وحتى 13 مايو 2025، على تصدير أسلحة ومعدات عسكرية إلى إسرائيل بقيمة وصلت إلى نحو 485.1 مليون يورو، وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد الألمانية التي جاءت رداً على استفسار برلماني من حزب "اليسار".
ورغم هذا الدعم المستمر، لم يخف فاديفول وجود بعض التحفظات لدى برلين بشأن التطورات الأخيرة في قطاع غزة. فقد صرّح، في مقابلة صحفية مع جريدة "زود دويتشه تسايتونغ" نُشرت مطلع يونيو، بأن الحكومة الألمانية تدرس مراجعة تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك على خلفية المخاوف المتعلقة بالامتثال للقانون الدولي الإنساني في العمليات العسكرية الجارية في غزة.
وأوضح الوزير أن هذه المراجعة تهدف إلى التحقق مما إذا كانت التصرفات العسكرية الإسرائيلية متوافقة مع المبادئ الإنسانية الدولية، مضيفاً: "استناداً إلى نتائج هذه المراجعة، سنقرر ما إذا كان من المناسب إصدار تراخيص جديدة لتسليم الأسلحة في المستقبل".
وتعكس هذه التصريحات توازن السياسة الألمانية بين دعم إسرائيل كشريك استراتيجي، ومراعاة القيم الإنسانية والقانونية التي تشكل جزءاً أساسياً من التوجهات الخارجية لألمانيا. وفي ظل استمرار النزاع وتعقيداته، يبدو أن برلين تسعى للعب دور دبلوماسي مرن لا ينحصر في الدعم العسكري فقط، بل يشمل أيضاً الحرص على التوصل إلى حل سياسي تفاوضي يُنهي الأزمة من جذورها.