عاجل

وزير الدفاع الألماني: نحتاج إلى 60 ألف جندي إضافي لمواجهة التحديات الأمنية

وزير الدفاع الألماني
وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس

أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن بلاده تحتاج إلى تعزيز قواتها المسلحة بنحو 50 إلى 60 ألف جندي إضافي خلال السنوات المقبلة، استجابةً لمتطلبات حلف شمال الأطلسي (الناتو) واحتياجات الأمن القومي المتزايدة.

تقديرات أولية لزيادة عدد القوات المسلحة

جاءت تصريحات بيستوريوس، الخميس، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة البلجيكية بروكسل قبيل انطلاق اجتماع وزراء دفاع دول الناتو. وأوضح الوزير الألماني أن هذا الرقم لا يزال تقديريًا، لكنه يعكس الحاجة الملحة لتعزيز الجاهزية الدفاعية للجيش الألماني.

وقال بيستوريوس:"نفترض أن ألمانيا ستحتاج إلى ما بين 50 و60 ألف جندي إضافي في السنوات القادمة لتلبية القدرات الدفاعية الجديدة التي يطالب بها الناتو".

ويأتي هذا الإعلان في إطار سعي برلين لتوسيع قدرتها العسكرية ضمن التزاماتها تجاه الحلف، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية والتوترات المستمرة في شرق أوروبا.


ضغوط مالية وتحديات في الميزانية
 

بالتوازي مع هذا التوسع العسكري المتوقع، تواجه الحكومة الألمانية تحديات مالية كبيرة. فقد أشار بيستوريوس إلى أن تحقيق هدف الإنفاق الدفاعي بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي، الذي أوصى به الأمين العام الجديد للناتو مارك روته، سيشكل عبئًا ماليًا سنويًا يقدر بـ125 مليار يورو على ميزانية الدولة.

وكان روته قد دعا الدول الأعضاء في الحلف، وعددها 32 دولة، إلى تخصيص 5% من ناتجها المحلي للدفاع، على أن يكون 3.5% من ذلك مخصصًا مباشرة للإنفاق العسكري.

وتُعد ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، من الدول الرئيسية في الناتو، ما يجعلها في موقع محوري لتنفيذ هذه الاستراتيجية الطموحة.

أزمة تجنيد وحلول مقترحة


ورغم الرؤية المستقبلية الواضحة، لا تزال ألمانيا تواجه صعوبات ملموسة في تجنيد الأفراد الجدد. فبحسب بيانات عام 2024، بلغ عدد أفراد الجيش الألماني حوالي 180 ألفًا، مع هدف حكومي للوصول إلى 203 آلاف جندي بحلول عام 2031. إلا أن حملات التجنيد لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن.

وللتعامل مع هذا التحدي، كشف بيستوريوس عن خطة إصلاح جديدة تستهدف حصر الشباب الألمان عند بلوغهم سن 18 عامًا لتحديد المرشحين المحتملين للخدمة العسكرية.

وقال الوزير:"في المرحلة الأولى، نأمل في تحقيق مشاركة طوعية واسعة... لكننا لا نستبعد اتخاذ إجراءات إلزامية إذا لم يكن عدد المتقدمين كافيًا".

تحوّل استراتيجي في العقيدة الدفاعية
 

تعكس هذه التصريحات توجهًا استراتيجيًا جديدًا في السياسة الدفاعية الألمانية، يقوم على تعزيز الإنفاق العسكري وتوسيع قاعدة القوات المسلحة لمواجهة تحديات أمنية متزايدة، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي.

وفي ظل السياقات الجيوسياسية الراهنة، يبدو أن ألمانيا تتحضر لمرحلة مختلفة من حيث الجاهزية العسكرية والتزاماتها الدولية، بما قد يعيد تشكيل موقعها داخل حلف الناتو وفي خارطة الأمن الأوروبي.

تم نسخ الرابط