استشاري سلامة الغذاء: اختيار الأضحية السليمة يبدأ قبل العيد لضمان صحة اللحوم

أكدت الدكتورة مي تاج الدين، استشاري سلامة الغذاء، أن رحلة الأضحية لا تبدأ يوم العيد، بل تنطلق منذ لحظة اختيار الحيوان، مشيرة إلى أن هذه المرحلة تتطلب وعيًا وحرصًا من المواطنين لضمان سلامة اللحوم وصحة المستهلكين.
وخلال لقائها على قناة "الناس"، شددت تاج الدين على أن المظهر العام للحيوان مؤشر أساسي يجب الانتباه إليه، موضحة:"لابد أن يكون الحيوان نشيطًا، يتحرك بطريقة طبيعية، يأكل بشكل منتظم، ولا تظهر عليه علامات الخمول أو الاستلقاء المستمر".
كما حذّرت من التسرع في شراء الأضاحي دون فحص دقيق، مطالبة المواطنين بضرورة التأكد من خلو الأضحية من أي أعراض مرضية واضحة أو تصرفات غير طبيعية قد تشير إلى ضعف أو إصابة.
ودعت إلى الاستعانة بذوي الخبرة في حالة وجود شكوك حول سلامة الحيوان، مؤكدة أن التوعية بأسس اختيار الأضحية جزء لا يتجزأ من إحياء هذه الشعيرة الدينية المهمة بشكل صحي وآمن.
وأشارت مي تاج الدين إلى أن الفحص البصري من قرب مهم للغاية، للتأكد من أن جلد الحيوان خالٍ من أي جروح أو التهابات أو إفرازات، سواء من الأنف أو الفم أو العين، مؤكدة أن صفاء العينين ولمعان الصوف وتماسكه هي من أبرز مؤشرات الصحة الجيدة.
العلامات الخارجية للأمراض
أوضحت مي تاج الدين أن سلامة الأضحية تبدأ من الجلد والعين وحتى حركة الأرجل والأسنان، مشيرة إلى أن وجود كسر في الأسنان، أو عرج في السير، أو جرح في الأقدام من العيوب التي ينبغي ملاحظتها جيدًا، ناصحه بأن يُترك الحيوان ليمشي أمام المشتري لمراقبة حركته والتأكد من عدم وجود أي مشكلات في أطرافه.
ومن بين العلامات التي حذرت منها، مي تاج الدين، انتفاخ الكرش بشكل غير طبيعي، والذي قد يشير إلى ممارسات غش، مثل إعطاء كميات كبيرة من المياه لرفع الوزن بشكل وهمي. لذلك، شددت على أهمية تحسس الظهر لاختبار مدى تماسك اللحم والتأكد من عدم بروز العظام بشكل مفرط.
خبرة المشتري لا تكفي
أشارت مي تاج الدين إلى أن العديد من الأشخاص يعتمدون فقط على خبراتهم الشخصية عند شراء الأضحية، خاصة في الأسواق أو من مصادر تقليدية، لكن هذا النهج قد يؤدي إلى اختيار أضاحٍ مصابة بأمراض غير ظاهرة. وقالت: "الخبرة جيدة، لكنها لا تكفي. الأفضل دائمًا الاستعانة بطبيب بيطري مختص لفحص الأضحية فحصًا دقيقًا يضمن خلوها من الأمراض المعدية أو العيوب الشرعية".
وشددت مي تاج الدين على أن الهدف ليس فقط الحصول على لحوم صالحة للاستهلاك، بل أيضًا مراعاة أن الأضحية تُقدم قربانًا إلى الله عز وجل، ويجب أن تكون سليمة وخالية من العيوب الشرعية والصحية، تحقيقًا للقبول وتحقيقًا لمبدأ الإحسان.

الأضحية مسؤولية إنسانية وصحية
أكدت مي تاج الدين أن سلامة اللحوم تبدأ من دقة اختيار الأضحية، فالمعيار ليس فقط السعر أو الحجم، بل الصحة العامة للحيوان وسلامته من الأمراض، مضيفه أن هذا الاختيار يعكس وعيًا دينيًا وصحيًا في آن واحد، ويضمن أن تصل اللحوم إلى الأسر المستفيدة وهي مطابقة لمعايير السلامة الغذائية والشرعية.
واختتمت مي تاج الدين حديثها بدعوة إلى نشر الوعي المجتمعي حول معايير الأضحية السليمة، سواء عبر الإعلام أو الجهات المختصة، مشيرة إلى أن سلامة اللحوم جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، خاصة في المواسم التي تشهد استهلاكًا كبيرًا للحوم مثل عيد الأضحى المبارك.