هبة إبراهيم: صلة الأرحام ليست موسمية.. والله جعل أجرها عاجلًا في الدنيا

أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن صلة الرحم لا ينبغي أن تكون مرتبطة فقط بمواسم الأعياد، بل يجب أن تكون سلوكًا دائمًا ومتجددًا طوال العام.
وأضافت هبة إبراهيم خلال لقائها على شاشة قناة “الناس” أن الحكمة من صلة الرحم تتجاوز إطار العادات الاجتماعية، لأنها عبادة شرعية لها أصل راسخ في العقيدة الإسلامية.
وأوضحت هبة إبراهيم أن الله سبحانه وتعالى قد اشتق اسم "الرحم" من اسمه "الرحمن"، ما يدل على قدسية هذا المفهوم في الإسلام، وجعلها متصلة بين السماء والأرض، لتكون صلتها بالخلق رمزًا لصلة الإنسان بربه، حيث قال الله في الحديث القدسي: "من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته".
صلة الرحم .. بركة في الدنيا
أشارت هبة إبراهيم إلى أن صلة الأرحام ليست مجرد واجب اجتماعي، بل هي سبب في نيل البركة في الرزق وطول العمر، كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة، التي تؤكد أن صلة الرحم من الأعمال التي يُعجَّل لصاحبها الثواب في الدنيا قبل الآخرة.
وأضافت هبة إبراهيم أن الكثيرين يجهلون هذه الحقيقة، ويظنون أن صلة الأرحام مقتصرة على المناسبات، بينما في الحقيقة، هي فريضة دائمة تُسهم في بناء مجتمع متماسك يسوده الاحترام والتراحم والتكافل بين أفراده.
الأعياد فرصة لتجديد الروابط
رغم أن صلة الرحم واجبة في كل وقت، إلا أن الأعياد والمناسبات الدينية تشكل فرصة مثالية لتجديد العلاقات وتصفية القلوب، بحسب ما أوضحت الدكتورة هبة، مؤكده أن الأعياد تمثل لحظات فرح ولمة عائلية، ولهذا يجب استثمارها في إعادة وصل ما انقطع من علاقات، وتعزيز التواصل مع الأقارب، خاصة من لم يكن بيننا وبينهم تواصل سابق.
ودعت إلى تجاوز الخلافات والقطيعة، وأن يكون العيد بوابة لبدء صفحة جديدة مليئة بالمحبة والمسامحة، قائلة: "حتى من لا يريد صلتك، الشرع يوجب عليك أن تبادر بالصِّلة"، في إشارة إلى المنهج الإسلامي الداعي إلى المبادرة بالخير والإصلاح.
تعزيز التماسك الاجتماعي
وشددت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى على أن صلة الرحم تسهم في تقوية الروابط الأسرية، مما ينعكس إيجابيًا على تماسك المجتمع واستقراره، موضحة أن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمعات، وإذا ما صلحت العلاقة بين أفرادها، فإن ذلك سينعكس على نشر المحبة والتراحم بين الناس كافة.
ودعت إلى نشر ثقافة الصلة والتواصل في البيوت، عبر تعليم الأبناء أهمية هذه القيمة الإسلامية العظيمة، وربطها بسلوكهم اليومي، خاصة في زمن تسود فيه الفردية والانعزال الاجتماعي.
زمن التكنولوجيا
وفي سياق متصل، أشارت هبة إبراهيم إلى أن العصر الحديث وفر وسائل متعددة لتسهيل التواصل وصلة الرحم، مثل المكالمات الهاتفية، ورسائل التواصل الاجتماعي، مما يُسقط الأعذار عن الكثيرين ممن يتكاسلون عن أداء هذه العبادة.
وأكدت هبة إبراهيم أن "المقصد من الصلة ليس دائمًا اللقاء المادي، بل يكفي السؤال والاطمئنان ولو بالكلمة الطيبة"، ما يعني أن النية الصادقة والحرص على الصلة يمكن تحقيقهما بأبسط الوسائل.

دعوة مفتوحة
اختتمت هبة إبراهيم حديثها بتوجيه دعوة مفتوحة إلى كل الأسر المصرية والعربية، بأن يجعلوا من عيد الأضحى مناسبة لبداية صلة حقيقية لا تنقطع بانتهاء المناسبة، بل تستمر وتُثمر في بناء مجتمع أكثر ترابطًا ورحمة، مؤكدة أن صلة الرحم باب مفتوح لرضا الله ورحمته، وفرصة لصنع الأثر الطيب في حياة من نحب.