الأزهر: الاغتسال وارتداء أجمل الثياب من سنن النبي في يوم العيد

أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن من أبرز السنن النبوية في يوم العيد الاغتسال وارتداء أجمل الثياب، لما فيهما من تعظيم لشعائر العيد وإظهار للفرح المشروع الذي يحث عليه الإسلام.
وأوضحت الدكتورة هبة، خلال لقائها عبر قناة "الناس"، أن التجمل والتزين في يوم العيد هو سنة نبوية محببة، مشيرة إلى أن من استطاع شراء ملابس جديدة فهو مأجور بنيته، خاصة إذا كان الهدف من ذلك إدخال السرور على الأهل والأقارب.
وأضافت أن التزين في هذا اليوم يعكس شكر العبد لنعمة الله عليه، ويُعد من مظاهر الفرح المشروع، لافتة إلى أن الاغتسال قبل صلاة العيد سنة مؤكدة، تساعد المسلم على استقبال هذا اليوم بروح طيبة وصفاء جسدي، في جو من الطمأنينة والبهجة.
صلاة العيد
وتابعت هبة إبراهيم بأن النبي ﷺ كان يحرص على الخروج إلى صلاة العيد مع عموم المسلمين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، في ساحة مفتوحة، وذلك لإظهار الوحدة والفرح الجماعي، قائلة: "الرسول الكريم أمر حتى النساء الحيض بالخروج لحضور الصلاة وسماع الخطبة، دون أداء الصلاة، وهو ما يعكس أهمية اجتماع الأمة في هذه المناسبة المباركة".
وأضافت هبة إبراهيم أن صلاة العيد من أهم شعائر يوم النحر، فهي رمز للفرح بالطاعة وشكر لله على تمام النعمة، مشيرة إلى أن خروج المسلمين من بيوتهم لأداء الصلاة جماعة يعزز من أواصر الأخوة والتقارب الاجتماعي، ويجسد معاني التضامن الإسلامي
الأضحية
وفيما يخص شعيرة النحر، أكدت هبة إبراهيم أن النبي ﷺ كان يباشر الأضحية بنفسه بعد صلاة العيد، امتثالًا لقوله تعالى: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"، فضًلا عن أن من السنة أن يأكل المضحي من أضحيته بعد النحر، وهو ما يميز عيد الأضحى عن عيد الفطر، الذي يُستحب فيه تناول شيء قبل الخروج للصلاة.
وشددت على أن عدم الإفطار قبل صلاة عيد الأضحى هو من السنن المؤكدة، ومن يُوفق لتقديم الأضحية عليه أن يبدأ أول طعامه منها، تأسّيًا بالنبي الكريم ﷺ، حيث كان يبدأ بأكل كبد أضحيته.
التزاور والتهنئة
أشارت هبة إبراهيم إلى أن تبادل التهاني والزيارات بين الأهل والأصدقاء من السنن المحببة في العيد، حيث كان النبي ﷺ يهنئ أصحابه ويستقبل تهنئتهم، ما يجعل الأعياد الإسلامية فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية وصلة الأرحام.
كما أكدت هبة إبراهيم أن الاحتفال في الأعياد جزء من الشعائر الدينية المشروعة، بشرط أن يكون في إطار المباح، دون تجاوز للحدود الشرعية، موضحة أن الأعياد ليست فقط للفرح، بل أيضًا لشكر الله وتكبيره وذكره، وهي أيام يُستحب فيها التكبير بعد الصلوات، ورفع شعار "الله أكبر" في كل مكان.

الأعياد في الإسلام
اختتمت هبة إبراهيم حديثها بالتأكيد على أن الأعياد في الإسلام تمثل لحظات توازن بين العبادة والفرح، فهي أيام شكر وذكر وطاعة، وليست مظاهر شكلية فقط، داعية المسلمين إلى الاقتداء بسنة النبي ﷺ في كل تفاصيل يوم العيد، من الاستعدادات إلى الصلاة، والنحر، والتزاور، والمشاركة المجتمعية.
واختتمت هبة إبراهيم بالتأكيد على أن إحياء سنن النبي في الأعياد يعيد المعنى الحقيقي للفرح الإسلامي، ويُرسّخ في النفوس أن السعادة لا تنفصل عن طاعة الله، بل تُبنى عليها وتُبارك بها.