عاجل

هبة عوف ترد على إبراهيم عيسى: "قصة الذبح وحي إلهي واختبار"

الداعية هبة عوف والإعلامي
الداعية هبة عوف والإعلامي إبراهيم عيسى

أثارت تصريحات الإعلامي إبراهيم عيسى الأخيرة حول قصة نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل جدلاً واسعًا، بعدما وصف القصة بأنها "خارج إطار العقل" و"تستحق تدخلًا نفسيًا". 

وجاء أول رد حاسم من الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، التي أكدت أن هذا الطرح يمثل خلطًا خطيرًا بين الوحي الإلهي المقدس والأهواء البشرية المحدودة.

الإعلامي إبراهيم عيسى 
الإعلامي إبراهيم عيسى 

قصة الذبح في القرآن

أكدت الدكتورة هبة عوف أن قصة نبي الله إبراهيم وذبحه لابنه إسماعيل ليست خيالًا أو أسطورة، بل هي وحي من الله عز وجل لنبي كريم، وجاءت في سياق قرآني واضح وصريح يخلّد هذا الموقف الإيماني العظيم؛ واستشهدت بالآية الكريمة من سورة الصافات: «إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ۖ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ».

وأضافت هبة عوف أن هذه القصة تُعد من أعظم صور الابتلاء الإلهي، حيث تجسدت فيها قمة الطاعة والتسليم من نبي وابنه، وهو ما يجعلها ركيزة من ركائز الإيمان والعبادة في الإسلام.

تصريحات غير مسؤولة

أشارت هبة عوف إلى أن من يعتبر قصة الذبح حالة "تحتاج لطبيب نفسي"، فإنه يفتقر إلى الفهم الصحيح لمقام النبوة ولطبيعة الوحي، معتبرة أن هذا النوع من التصريحات يعكس خلطًا بين الغيبيات الإلهية والمقاييس النفسية والاجتماعية الحديثة.

وقالت هبة عوف إن الابتلاءات الربانية لا تُقاس بمنطق الحياة اليومية، ولا يجوز عرض القصص القرآنية في إطار التحليل النفسي أو المنطقي البشري، لأن في ذلك تحريفًا للمفاهيم الإيمانية وتشويهًا للرموز الدينية التي تمثل قدوة للمؤمنين.

الذبح رمز للتضحية والفداء

وشددت هبة عوف على أن الإيمان بسيدنا إبراهيم وولده إسماعيل جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، وأن قصة الذبح ليست مجرد رواية تاريخية، بل هي تجسيد لرمز الفداء والطاعة، وهي الأساس الذي بُني عليه عيد الأضحى وشعيرة الأضحية.

وأكدت هبة عوف أن التشكيك في هذه القصة أو عرضها في سياق ساخر أو مرضي يُعد تجاوزًا خطيرًا في حق الثوابت الدينية، ولا يمت بصلة إلى حرية الفكر أو التعبير، بل هو تعدٍّ على المقدسات التي أمر الله باحترامها وتعظيمها.

الدكتورة هبة عوف 
الدكتورة هبة عوف 

احترام المقدسات .. سموّ بالعقل 

اختتمت الدكتورة هبة عوف حديثها بتأكيد أن احترام النصوص المقدسة والوحي الإلهي لا يُعد تقييدًا للعقل أو منعه من التفكير، بل هو ارتقاء بالعقل عن العبث والاستخفاف، مشيرة إلى أن النقد لا يعني التطاول، وأن حرية الرأي تنتهي عند حدود المساس بالمعتقدات الدينية التي تمثل قواسم مشتركة لدى ملايين المؤمنين.

تصريحات إبراهيم عيسى المثيرة للجدل بشأن قصة الذبح أعادت فتح باب النقاش حول حدود حرية التعبير عندما تمسّ الثوابت الدينية؛ وجاء رد هبة عوف ليعيد التأكيد على أن القصص القرآني لا يخضع للأهواء الشخصية، بل يمثل رسائل إلهية خالدة، يُفترض احترامها لا التشكيك فيها.

تم نسخ الرابط