إبراهيم عيسى: الشعائر الدينية تفقد سكينتها.. وقصة أحمد زكي تثير الجدل|فيديو
في حلقة حديثة عبر قناته الرسمية على "يوتيوب"، تناول الإعلامي إبراهيم عيسى مشهدًا متكررًا خلال موسم الحج، حيث تتحول بعض الشعائر الدينية إلى ساحة للتنافس والتدافع العنيف، وهو ما يراه يتنافى مع جوهر السلام والسكينة التي يفترض أن تسود أثناء أداء المناسك.
الطواف بين الروحانية والتزاحم
تحدث إبراهيم عيسى عن مشهد الطواف حول الكعبة المشرفة، مشيرًا إلى أن العديد من الحجاج يفقدون روحانية الشعيرة بسبب الزحام الشديد والتدافع غير المبرر، قائلاً: "الشعائر والطقوس لا تُمارس بالمنافسة القاسية، السلام والأمان والسكينة تغيب كثيرًا أثناء الطواف، خاصة مع المشاهد المتكررة للتدافع العنيف".
وأضاف أن بعض الحجاج يتعاملون مع الشعائر وكأنها سباق للفوز ببركة أو ميزة روحية، رغم أنها في جوهرها رمزية، وتُؤدى بهدف التعبد لا الصراع الجسدي.
قصة أحمد زكي والحجر الأسود
وفي سياق حديثه، استعاد إبراهيم عيسى واقعة مثيرة تعود للفنان الراحل أحمد زكي خلال تأديته مناسك الحج، حين اضطر للتصرف بطريقة غير معتادة بسبب التدافع الشديد عند الحجر الأسود، قائًلا: "أحمد زكي لما راح يحج، لقى تدافع شديد جدًا عند الحجر الأسود، ففك الإحرام وربطه كأنه حزام، وبدأ يفرق بين الحجاج بعنف، في محاولة لتنظيم الوصول للحجر".
واعتبر إبراهيم عيسى أن هذا التصرف، وإن بدا غريبًا أو صادمًا للبعض، كان نتيجة مباشرة لحالة الفوضى التي تسود أحيانًا عند بعض المناسك، مثل لمس الحجر الأسود أو رمي الجمرات، مشددًا على أن هذه الطقوس رمزية في الأساس، ولا تستدعي كل هذا التزاحم.
الرمزية في الشعائر
وأكد إبراهيم عيسى أن الطقوس الدينية - سواء في الإسلام أو غيره من الأديان - تحمل معاني رمزية روحية لا يجب أن تتحول إلى طقوس مادية عنيفة، لافتًا إلى أن بعض الجماعات السلفية تتعامل مع هذه الرموز بشكل متشدد أو أحيانًا سطحي، وهو ما يفتح بابًا واسعًا لسوء الفهم.
وقال إبراهيم عيسى: "بعض المتخلفين، خاصة من التيارات السلفية، يستهزئون أو ينتقدون شعائر دينية أخرى لأديان مختلفة، رغم أنهم لا يفهمون الرمزية الحقيقية لشعائرهم ذاتها".
إحياء الجوهر الحقيقي للشعائر
وفي ختام حديثه، دعا إبراهيم عيسى إلى إعادة النظر في كيفية ممارسة الشعائر الدينية، بحيث تكون مناسبة لتعميق الروحانيات لا لتغذية الفوضى أو العنف، مشددًا على ضرورة احترام قدسية المكان والمناسبة، قائلًا: "لا يمكن أن نعيش روحانية الشعائر وسط الصراخ والتدافع، الحج يجب أن يكون لحظة صفاء لا معركة جسدية".
