إبراهيم عيسى يثير الجدل .. ويطالب بإعادة النظر فى السنن المتربطة بالعيد

طرح الإعلامي إبراهيم عيسى، مجموعة من التساؤلات حول تكرار محتوى خطبة عيد الأضحى المبارك وعدم تجديدها، معتبرًا أن ما يُقال على المنابر في صباح العيد يكاد يكون نسخة مكررة من خطب سابقة تُلقى دون اجتهاد فكري أو معالجة معاصرة لقضايا الناس.
وفي تصريحاته خلال قناته على الصفحته الشخصية على اليوتيوب، قال إبراهيم عيسى إلى أن هذه الخطبة تكاد تكون "محفوظات دينية" يرددها الخطيب بطريقة حماسية دون مراعاة لتجديد المحتوى أو توظيف الخطبة لخدمة واقع المسلمين اليوم.
وقال إبراهيم عيسى: "منذ طفولتي وحتى بلوغي الستين من عمري، وأنا أستمع لنفس الخطبة صباح العيد، كأنها محفوظات يتم ترديدها بنفس الطريقة والانفعال دون أي تطوير أو اجتهاد".
سنّة الصلاة في الخلاء
وتطرق إبراهيم عيسى إلى قضية تُثار كثيرًا في مواسم العيد، وهي أداء صلاة العيد في الخلاء، مؤكدًا أن الكثيرين لا يفهمون الدلالة الحقيقية من هذا الأمر في السياق النبوي، مشيرًا إلى أن العادة صارت أن الجميع يتوجه إلى المساجد لأداء الصلاة حتى باتت المساجد لا تتسع للأعداد الكبيرة من المصلين.
وتابع إبراهيم عيسى قائلاً: الكل يذهب للصلاة في المسجد، حتى تضيق الأماكن بسبب كثافة المصلين، لكن البعض يردد أن الصلاة في الخلاء سنة، دون أن يتأملوا مغزى هذه السنة".
مغزى السنة النبوية
وقال إبراهيم عيسى، إن السنة النبوية في الخروج لصلاة العيد خارج جدران المساجد كانت تستند إلى حكمة واقعية مرتبطة بضيق الأماكن داخل المدن في عصر النبوة، وهو ما جعل الناس يخرجون إلى الساحات الواسعة لأداء الصلاة.
وأضاف إبراهيم عيسى: "النبي خرج خارج الأسوار المغلقة، لأن الأماكن داخل المدينة كانت لا تتسع، وكانت هناك ضرورة عملية لأداء الصلاة في الخلاء"، مشيرًا إلى أن الظروف المكانية والمعمارية اليوم تغيّرت بشكل كبير، مما يستدعي إعادة النظر في تطبيق بعض السنن من حيث المقاصد لا الشكل فقط.
الخلاء في وجود مساجد عملاقة
واستشهد إبراهيم عيسى، بمثال مسجد الفتاح العليم، في العاصمة الإدارية الجديدة، والذي يتسع لأكثر من 125 ألف مصلٍّ، متسائلًا عن جدوى إقامة الصلاة في الخلاء في وجود مثل هذه المساجد الضخمة والمجهزة، قائلا : لما تعمل مسجد مثل الفتاح العليم اللي يسع 125 ألف مصلي، ليه نرجع نصلي في الخلاء؟ لازم نفكر في المغزى والواقع، مش نتمسك بشكل حرفي بعيدًا عن الحكمة".

دعوة لتجديد الخطاب الديني
واختتم إبراهيم عيسى، تصريحاته بدعوة إلى تجديد الخطاب الديني، خصوصًا في المناسبات الدينية الكبرى مثل الأعياد، مؤكدًا أن المجتمعات تتغير، وأن الخطاب الديني يجب أن يعكس تطور الوعي واحتياجات الناس المعاصرة، بدلًا من التكرار والنقل دون تأمل أو تطوير.