خبير تقني: الجيل الخامس سيحدث ثورة بالصناعة والطب والخدمات المصرفية في مصر

أكد الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون التقنية، شريف عبدالباقي، أن شبكات الجيل الخامس ستشكل نقلة نوعية في مختلف القطاعات، بدءًا من الصناعة والخدمات المصرفية وحتى الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن مصر أصبحت مركزًا جاذبًا للاستثمار في هذا المجال بعد استضافتها لقمة الاتحاد الدولي للاتصالات في شرم الشيخ، حيث تم الاتفاق على البروتوكولات العالمية للجيل الخامس.
و قال عبدالباقي في مداخلة هاتفية لقناة " النيل للاخبار " ان مصر لديها الخبرات والبنية التحتية لجذب المستثمرين في مجال الجيل الخامس، خاصة بعد استضافتها لقمة مشغلي شبكات المحمول العالمية. المستثمرون اليوم يسألون أولًا عن جودة الإنترنت والبنية التقنية قبل اتخاذ قرار الاستثمار."
جيل الخامس سيُنهي مشكلة الانتظار أمام ماكينات الصراف الآلي
وأضاف ،أن الجيل الخامس سيمكن المصانع من التحكم في الروبوتات عن بُعد بسرعات فائقة، مما يقلل التكلفة ويزيد الكفاءة، كما سيسهل إدارة العمليات المصرفية ويقلل الازدحام أمام ماكينات الصراف الآلي، التي تعاني حاليًا من بطء الاستجابة بسبب محدودية سرعات الإنترنت في الأجيال السابقة.
وأوضح عبدالباقي ، أن أحد أبرز فوائد الجيل الخامس هو القضاء على التأخير في الخدمات المصرفيةفي أيام صرف المرتبات، تتعطل ماكينات الصراف الآلي بسبب كثرة المستخدمين، لكن الجيل الخامس سيعطي أولوية عالية لمعالجة البيانات، مما يقلل زمن الانتظار ويجعل التعاملات أسرع.
الطب عن بُعد سينقذ الأرواح
تطرق الكاتب الصحفي إلى تأثير الجيل الخامس على القطاع الصحي، مشيرًا إلى أن سيارات الإسعاف الذكية ستتيح للأطباء تشخيص الحالات قبل وصول المريض إلى المستشفى عربة الإسعاف لن تكون مجرد وسيلة نقل، بل ستصبح وحدة علاجية متكاملة، فالطبيب سيرى بيانات المريض في الوقت الحقيقي ويوجه المسعفين عن بُعد، مما ينقذ أرواحًا كثيرة.
اختتم عبدالباقي حديثه بالتأكيد على أن الجيل الخامس سيكون نقلة غير مسبوقة في عالم التكنولوجيا فالفرق بين الجيل الرابع والجيل الخامس ليس مجرد سرعة، بل تحول جذري في طريقة اتصال الأجهزة والخدمات، حيث ستصبح كل الأجهزة متصلة بسلاسة، مما يفتح آفاقًا جديدة للابتكار وريادة الأعمال.
في سياق سابق ، قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال احتفالية إطلاق خدمات الجيل الخامس للهاتف المحمول في مصر رسميا: “نحن نخطو بثقة نحو تطبيقات الجيل الخامس، فإننا لا نطلق فقط خدمة جديدة، بل نؤسس لِبِنْية تحتية ذكية، قادرة على دعم الصناعات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية، والأنظمة السيبرانية، وكل ما يرتبط بمستقبل اقتصاد المعرفة”.
متابعة تطور البنية التحتية الرقمية
وتطرق رئيس مجلس الوزراء للحديث عن حرصه بشكل مستمر خلال زياراته الميدانية للمحافظات على متابعة تطور البنية التحتية الرقمية في مختلف أنحاء الجمهورية، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية للتنمية الشاملة التي تنتهجها الدولة، مشيرا إلى أن إدخال خدمات الإنترنت فائق السرعة، وتحسين جودة خدمات المحمول في قرى مصر، ضمن المبادرة الرئاسية الطموحة "حياة كريمة"، يأتي دليلاً واضحًا على التزام الحكومة المصرية بمد مظلة التحول الرقمي إلى جميع المواطنين، ولاسيما في قرى الريف المصري، حيث توفر هذه الخدمات فرصةً هائلة لأبنائنا للتعلم والعمل كمهنيين مستقلين.
مراكز إبداع مصـر الرقميـة
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي ، “لا يفوتني هنا أن أذكر ما أشهده أيضاً خلال زياراتي المتكررة لمراكز إبداع مصـر الرقميـة ومدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية ومراكز التعهيد، فما رأيته من طاقات شابة مُبدعة ومُؤَهَلَة، يجعلني أكثر يقينًا بأن العنصرَ البشرى المصري شديد التفوق في هذا المجال”.
إعادة التوجيه المهني نحو التكنولوجيا
واستكمل رئيس الوزراء،"لقد رأيت شبابًا من خلفيات علمية متنوعة من الحقوق والآداب والتجارة والزراعة والفنون وقد قرروا العمل والانطلاق في هذا القطاع الواعد، كما التقيتُ بشباب لم يجدوا فرصة في مجالاتهم التقليدية، لكنهم امتلكوا الإرادة لإعادة التوجيه المهني نحو التكنولوجيا، وحققوا نجاحات مُبهرة".
إنشاء أولِ خطٍ للتليفون
من ناحيته؛ قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن إنشاء أولِ خطٍ للتليفون في مصر عام 1881، دلالةٍ واضحةٍ على أن مصر كانت ولا تزال سبّاقةً في تبنى التطوراتِ التكنولوجية العالميةِ المتعاقبة، مشيرا إلى أنه حين تأسسَ الاتحاد الدولي للاتصالاتِ في منتصف القرنِ التاسعِ عشر، كانت مصر ضمن خمسٍ وعشرينَ دولةً رائدةً على مستوى العالم، والأولى عربياً وأفريقياً، في الانضمام للاتحاد كواحدةٍ من الدولِ التي شاركت ضمن الطليعة التي أسهمت في عمل الاتحاد لتنظيم خدمات الاتصالات وشاركت في وضعِ أطرِها التنظيميةِ الحاكمة.