عاجل

«اللهم احفظ مصر وأهلها ».. دعاء من مشعر عرفات يلامس القلب لمصر والمسلمين

 الدكتور عبداللطيف
الدكتور عبداللطيف سليمان

في مشهد مهيب يجسد روحانية يوم عرفة، وقف الدكتور عبداللطيف سليمان بين جموع الحجاج في مشعر عرفات، رافعًا يديه بالدعاء إلى الله تعالى في "خير يوم طلعت عليه الشمس"، كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم. 

دعاء يلامس القلب في أقدس الأماكن 

بدأ الدكتور سليمان دعاءه بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، متوجهًا إلى الله بـ"لبيك اللهم لبيك"، ثم صَلّى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن "خير الدعاء دعاء يوم عرفة"، مستشهدًا بالحديث النبوي الشريف. 

قائلًا اللهم اغفر ذنبنا وستر عيبنا، اللهم واجبر خواطرنا، قبل أن يخص مصر وأهلها بدعوات خاصة، حيث تضرع إلى المولى عز وجل قائلًا"اللهم احفظ مصر وأهلها من كل شر وسوء، اللهم اجعل مصرنا في أمانك وضمانك إلى يوم الدين" 

دعاء بالاستقرار والأمن لمصر والمسلمين 

في مشهد يعكس هموم الأمة، توجه الدكتور سليمان بالدعاء لمصر بالطمأنينة والرخاء، قائلًا: اللهم نسألك لمصر وأهلها أمنًا وأمانًا واستقرارًا يا رب العالمين، مع التوسل إلى الله لدرء الفتن والشرور عنها"اللهم أبعد عن مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن" 

وتابع:اللهم وفّق ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد، واحفظ مصرنا وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه" 

رسالة إيمانية في يوم المغفرة 

وجسد دعاء الدكتور سليمان روحانية يوم عرفة، الذي يُعتبر من أعظم أيام الدعاء، حيث يغفر الله تعالى فيه الذنوب ويعتق الرقاب من النار. وقد اختتم دعاءه بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتوجيه الحمد لله رب العالمين. 

هذا الدعاء يأتي في إطار المشاعر الروحانية التي يعيشها حجاج بيت الله الحرام، الذين يتوجهون إلى الله بالابتهالات في هذا اليوم العظيم، سائلين المولى عز وجل أن يتقبل منهم ويعم الأمن والسلام على الأمة الإسلامية جمعاء. 

في سياق متصل ،بيّن عمرو الورداني  سر تسمية يوم عرفة "يوم عرفة" لا يُنسب فقط إلى قصة لقاء سيدنا آدم وحواء، بل هو إشارة عميقة إلى معنى "المعرفة" والتقرب إلى الله. ففي هذا اليوم، يترسخ إدراك الإنسان بحقيقة وجوده وضعفه، ويقترب فيه من ربه بعقل واعٍ وقلب خاشع.

ومن أفضل ما يُقال في يوم عرفة، كما ذكر عمرو الورداني ، هو دعاء النبي ﷺ: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير". وهو دعاء يعكس كمال التوحيد ويجسد جوهر العبودية.

خماسية روحانية

وأكد الدكتور عمرو الورداني أن يوم عرفة يمنح الإنسان فرصة لعيش تجربة روحية شاملة تتجسد في خمسة مراحل متتالية: التعرّف: أن يتجرد الإنسان من كل الألقاب والمظاهر ليعرف حقيقته كعبد لله. التعريف: أن يُعيد تعريف نفسه أمام الله بأنه فقير وضعيف، لا غنى له عن رحمته.

وتابع الدكتور عمرو الورداني: " الاعتراف: أن يعترف بنعم الله عليه، بدءًا من الحياة والصحة وحتى المدد والتوفيق، العرفان: أن يملأ قلبه بالامتنان والشكر لخالقه. المعروف: أن يتوجّه إلى الله بأحلامه، بأوجاعه، وبثقته الكاملة في قدرته وعدله".

وواصل  الدكتور عمرو الورداني: "هذه الخماسية تجعل من يوم عرفة نقطة تحوّل روحية عظيمة لا تتكرر في العام سوى مرة واحدة، ومن يفهمها بعمق يخرج منها إنسانًا مختلفًا".

الفوز بيوم عرفة

ودعا  الدكتور عمرو الورداني كل من يطلب الفوز بيوم عرفة إلى التخلي عن القيود الداخلية، والنجاة من أسر الخوف والقلق والوحدة. لأن العبودية لله هي مصدر الحرية الحقيقية. فالله القادر لا يترك عباده، وهو أقرب إليهم من أنفسهم.

وأضاف  الدكتور عمرو الورداني: "في يوم عرفة تُولد من جديد.. من يشعر بالغربة، بالخذلان، بالوحدة، فليعلم أن هذا اليوم هو لحظة العود الصادق إلى الله، لحظة النور، والسكينة، والتسليم الكامل للملك الذي لا يخذل عباده أبداً."

الدكتور عمرو الورداني 
الدكتور عمرو الورداني 

دعوة مفتوحة للتوبة 

اختتم الدكتور عمرو الورداني رسالته بالتأكيد على أن يوم عرفة ليس يوماً عاديًا، بل هو موعد روحاني سنوي للرجوع إلى الله بصدق، والانطلاق في حياة جديدة بقلب مطمئن ونفس نقية.

وذكر  الدكتور عمرو الورداني: "فهو اليوم الذي "تُعرَف فيه في السماء"، حين تعود إلى ربك، وتعيش نعمه، وتشهد ملكه، وتحمده وتسلم له أمرك بثقة ورضا".

تم نسخ الرابط