عاجل

خطبة الشعراوي يوم عرفة.. هل كسر إمام الدعاة قاعدة الخطباء السعوديين؟

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

مع اقتراب ذكرى رحيل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي في17 يونيو الجاري، كثر البحث عن خطبة عرفة التي خطبها الشيخ عام 1976، بعد جدالات حول حقيقة قيام الشيخ بالخطبة أم أنه لم يخطب بعرفات غير السعوديين؟

هل خطب الشيخ الشعراوي على عرفات؟

الحقيقة أن الشيخ الشعراوي حينما كان يتقلد منصب وزير الأوقاف في نوفمبر من عام 1976، كان يقود أفراد البعثة المصريين في رحلة المناسك، وعلى جبل عرفات التف حوله آلاف الحجيج من عدة بلدان، وكان من بينهم عددا من محبيه ومريديه، وطلبوا منه أن يخطب فيهم، لكنه اكتفى بإلقاء كلمة جرى تداولها باعتبارها خطبة عرفات، ولكنها كلمة ألقاها على البعثة المصرية والمحبين، ولم يتطرق في أي لقاء تليفزيوني أنه كان خطيبا ليوم عرفة، وكان الكلمة التي ألقاها كالتالي:

بسم الله.. ولا يستعان إلا به.. والحمد لله.. ولا حمد إلا له.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أذن الخير التي استقبلت آخر إرسال السماء لهدي الأرض، ولسان الصدق الذي أرسل عن الحق مراده للخلق، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، شعار هذا اليوم، ونشيد هذه الساحة، وترتاد هذا الركن، لبيك اللهم لبيك، ومن أولى بالتلبية.. منك يا رب العالمين، وقد خلقت الخلق بقدرتك، وأمددتهم بقيوميتك، وأنعمت عليهم بدينك، فلا لبيك إلا لك.

كثرة هائلة ذاب البياض فيها والسواد

تنادي الأوطان، وأنت تدعو، فأنت أولى بلبيك، وتمسك الأهل وأنت تدعو.. فلا يكون إلا لبيك، ويدعو المال والولد.. إلى أن يظل الإنسان حبيسهما، ولكن لا لبيك إلا لك، سبحانك.. ولا تقال إلا لك، لمن هذا الزحام والاحتشاد، لمن هذه الكثرة الهائلة، التي انصهرت فيها الأجناس، وذاب البياض فيها وذاب السواد، ولمن هذه الحشود التي تجتمع على هتاف واحد، لبيك اللهم لبيك، تسود فيه لغة القرآن ولا تساد، دعوة إبراهيم حين أذن بالحج، لباها عبادا مخلصون مؤمنون، قال الله أذن.. فأذن، فكان الإعجاز الخالد في الدنيا.. أن يكون مصداقا لقوله (يأتون).

سبحانك يا ربي، خصصت هذا الركن العظيم، من حج بيتك، والوقوف في ساحة رحمتك.. بما لم تميز به ركن من الأركان، خصصته بشيء حكمت فيه بما يكون أن تقوم الساعة، كلفت بالصلاة، وكلفت بالزكاة، وكلفت بالصيام، وتركت العبيد أخيارا، فيما يختارون من طاعة تقربهم إليك، أو ابتعاد يبعدهم عنك، ولكنك سبحانك، حكمت في هذا الركن، أنه لا يكون حين يؤذن بالحج، إلا أن يأتي القوم رجالا وركبانا من كل فج عميق، ومصداق ذلك هذه الظاهرة العجيبة في دنيا الناس، نرى انصراف عن منهج الله في تكاليفه، ونري احتيالا على أن يتخلص الناس من عبودية التكليف في كثيرا من مسائل الدين، ولكن حين نراهم كذلك في كل هذا، نراهم يحرصون على هذا الركن، ويزدادون عليه إقبالا.. يضيق به كل توسع، ولا يمكن أن يأويه أي نظام.

تم نسخ الرابط