عاجل

في الوقفة الكبرى.. جموع الحجاج تتضرع على صعيد عرفات وتبدأ رحلتها إلى مزدلفة

حجاج بيت الله
حجاج بيت الله

منذ ساعات الصباح الأولى، توافدت جموع حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد عرفات الطاهر، لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، المعروف بـ"الوقوف بعرفة"، في يوم التاسع من شهر ذي الحجة، الذي يُعد ذروة شعائر الحج.

مناسك الحج

ويبدأ الحجاج تحركهم من مشعر منى إلى عرفات مع بزوغ الفجر، حيث يقفون في السهل الواسع الذي يحتضن "جبل الرحمة"، في مشهد إيماني مهيب تغمره التلبية والدعاء والخشوع، اقتداءً بسنة النبي ﷺ الذي قال: "الحج عرفة".

ويجوز للحاج أن يقف في أي موضع من عرفات، سواء على الجبل أو في السهل، فيما يحرص الحجيج على الإكثار من الذكر والتضرع في هذا اليوم الذي يُرجى فيه مغفرة الذنوب وقبول الدعاء. وتتناقل الروايات سبب تسمية "عرفة" بين لقاء آدم بحواء في هذا الموضع، أو تعليم جبريل لإبراهيم مناسك الحج بقوله: "أعرفت؟".

ومع غروب شمس يوم عرفة، يبدأ الحجاج النفرة إلى مزدلفة، حيث يجمعون الحصى ويبيتون حتى الفجر، استعدادًا لأول أيام عيد الأضحى المبارك ويُصلون فيها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، مستكملين الشعائر بخشوع وروحانية.

ويُستحب في يوم عرفة الإكثار من الدعاء، ومن أبرز الأدعية المتداولة:
"اللهم سخر لي جنود الأرض وملائكة السماء.
"اللهم ارني عجائب قدرتك في تيسير أموري.
"ربنا اصرف عنا عذاب جهنم.

فضل يوم عرفة


يوم عرفة يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين، ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (المائدة:3)، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.

يُعدُّ مشعر عرفات من أهم المشاعر المقدسة وأبرز محطات الحج، بل هو الركن الأعظم الذي لا يصح الحج إلا بالوقوف فيه، كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الحج عرفة"، إذ يقف فيه الحجاج في يوم غدٍ التاسع من شهر ذي الحجة، في مشهد إيماني مهيب، يوحد فيه ضيوف الرحمن مشاعرهم وقلوبهم متجردين لله سبحانه وتعالى.

 

تم نسخ الرابط