متى يكون صيام الأطفال في رمضان مستحبًا ومتى يصبح ضررًا؟ |الإفتاء توضح

يتساءل العديد من الآباء والأمهات عن العمر المناسب لبدء صيام الأطفال في رمضان، خاصة مع رغبتهم في تعويدهم على الصيام تدريجيًا.
السن المناسب لصيام الأطفال؟
وقالت دار الإفتاء المصرية إن الصيام ليس فرضًا على الطفل إلا بعد بلوغه سن التكليف الشرعي "البلوغ"، لكنه يُستحب تعويده عليه منذ الصغر بطريقة تدريجية، ليكون مهيأً لأداء الفريضة مستقبلاً.
واستندت الإفتاء إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" رُفِعَ القَلَمُ عن ثلاث، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل." (رواه أبو داود).
ويُقصد بذلك أن الطفل غير مكلَّف شرعًا بالصيام حتى يصل إلى سن البلوغ، ومع ذلك، فمن المستحب أن يتم تدريبه على الصيام بالتدريج حتى يعتاد عليه قبل أن يصبح فرضًا عليه.
كيف يتم تدريب الأطفال على الصيام؟
أوضحت دار الإفتاء أن الإسلام شجّع على تهيئة الأطفال للصيام بطريقة تدريجية، بحيث يبدأ الطفل بالصيام لعدد معين من الساعات، ثم يتم زيادة المدة تدريجيًا حتى يستطيع صيام اليوم كاملًا.
هل يجوز إجبار الطفل على الصيام؟
بحسب آراء الفقهاء، لا يجوز إجبار الطفل غير البالغ على الصيام، ولكن يُستحب تشجيعه وتحفيزه بطرق إيجابية مثل المكافآت، وتقديم هدايا صغيرة عند إكمال الطفل للصيام.
كما يرى بعض الفقهاء أنه إذا بلغ الطفل سن العاشرة، وكان قادرًا على الصيام، فيمكن تعليمه الصيام بجدية، لكن دون تعنيفه أو الضغط عليه بطريقة تسبب له ضررًا نفسيًا أو جسديًا.
رأي الفقهاء في صيام الأطفال
الحنفية والمالكية والشافعية، يرون أنه يُستحب تعويد الطفل على الصيام من سن السابعة، ويمكن تأديبه بلطف عند العاشرة إن لم يصم، كما هو الحال في تعليم الصلاة. فيما يفضل الحنابلة، التدرج في تعليم الطفل الصيام، مع مراعاة حالته الصحية والجسدية.
وختمت دار الإفتاء أن الصيام ليس واجبًا على الطفل قبل البلوغ، لكنه يُستحب تعويده عليه بالتدريج، مؤكدة أنه لا يجوز إجبار الطفل على الصيام بطريقة تؤذيه بدنيًا أو نفسيًا، ولكن يُمكن تشجيعه وتحفيزه بأساليب إيجابية.
كما لفتت إلى أن التربية الإسلامية الشاملة هي الأساس في تنشئة الأطفال، بحيث لا يكون الصيام مجرد عادة، بل عبادة يفهمون مغزاها ويحبون أداءها عن قناعة.