عاجل

ما حكم ممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ | دار الإفتاء تجيب

ممارسة العادة السرية
ممارسة العادة السرية في رمضان

بالتزامن مع شهررمضان الكريم، يتجنب المسلمون العديد من الأفعال والأقوال التى قد تؤدى تؤثرعلى صحة الصيام، ومن ضمن الموضوعات المثيرة للجدل سواء فى رمضان أو غيره يأتى موضوع العادة السرية، ويتساءل الكثيرون عن حكم ممارسة العادة السرية في رمضان، وهل تبطل الصيام  أم لا. 

 

 

 

حكم ممارسة العادة السرية في رمضان.. الإفتاء تجيب بالرد السليم

في هذا التقرير، يستعرض "نيوز روم" حكم ممارسة العادة السرية في رمضان وفقًا لرأي دار الإفتاء، وكيفية تأثيرها على الصيام من الناحية الشرعية والنفسية.

مفهوم العادة السرية في الإسلام

العادة السرية هي سلوك جنسي يقوم فيه الفرد بتحفيز أعضائه التناسلية بهدف الوصول إلى النشوة دون الحاجة لشريك جنسي، وقد يتبع بعض الأفراد هذا السلوك إما بدافع الرغبة في الاستمتاع الجنسي أو للهروب من الضغوط النفسية أو بسبب العزلة أو الفراغ العاطفي.

وفي الإسلام، يعتبر النشاط الجنسي بين الزوجين أمرًا مشروعًا، ولكن ما يتعلق بالعادة السرية هو موضوع مختلف، فقد اختلف العلماء في حكمها بناءً على النصوص الشرعية، واعتبرها البعض محرمة بينما رأى آخرون أنها جائزة في بعض الحالات.

حكم ممارسة العادة السرية في رمضان

أجمع علماء الأمة الإسلامية على أن ممارسة العادة السرية في رمضان تؤدي إلى فساد الصيام. ذلك لأن الصيام يشمل الامتناع عن كل ما يفسد الصوم من الأفعال الجسدية التي تتم خلال ساعات النهار، مثل تناول الطعام والشراب، وكذلك أي سلوك يؤدي إلى إخراج المني، بما في ذلك العادة السرية.

وفى وقت سابق تحدثت دار الافتاء عن حكم ممارسة العادة السرية في رمضان، مؤكدة أن ممارسة العادة السرية في نهار رمضان تبطل الصيام، وتُعتبر من الأمور التي تفسد الصوم .

الدليل الشرعى على تحريم ممارسة العادة السرية في رمضان

يستند العلماء في ذلك إلى عدد من الأدلة الشرعية:

الآية الكريمة في القرآن: قال تعالى في سورة البقرة: "وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ فَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ" (البقرة: 187). كما أن الصيام يتطلب الامتناع عن كل ما يفطر، بما في ذلك إخراج المني. وبما أن العادة السرية تؤدي إلى ذلك، فإنها تُعتبر مُفسِدة للصيام.

حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إذا جامع الرجل امرأته في نهار رمضان أو أكل أو شرب، فقد فسد صومه، وعليه القضاء". هذا الحديث يُشير إلى أن أي فعل يؤدي إلى إفساد الصوم، مثل الجماع أو تناول الطعام أو الشراب أو خروج المني، يؤدي إلى بطلان الصيام.

إجماع الفقهاء: من خلال آراء العلماء الفقهاء من مختلف المذاهب الإسلامية، يمكن أن نرى أن معظمهم اتفقوا على أن العادة السرية تبطل الصيام. وعلى الرغم من وجود بعض الآراء التي تتساهل في ذلك وتعتبرها ملامسة للجسد دون أن تؤثر على الصيام، إلا أن معظم الفقهاء يرون أن هذا العمل يؤثر بشكل مباشر على صحة الصيام.

حكم الإفطار بسبب العادة السرية في رمضان

إذا مارس الشخص العادة السرية في نهار رمضان، فإن ذلك يفسد صومه. ويجب عليه القضاء بعد انتهاء شهر رمضان. بناءً على ذلك، من الضروري أن يُعيد الشخص الذي مارس العادة السرية في نهار رمضان صيام ذلك اليوم، لأن صيامه لم يكتمل شرعًا.

أما إذا كان الشخص لا يعلم الحكم الشرعي أو كان يجهل أن هذه العادة تفسد الصيام، فيُستحب أن يستغفر الله ويتوب إليه، لأنه في هذه الحالة يكون قد ارتكب فعلًا جهلًا بالحكم، ويمكنه القضاء عن اليوم الذي أفطر فيه دون أن يُفطر عليه عقاب.

البدائل والطرق لتجنب ممارسة العادة السرية في رمضان

من المهم أن يبحث المسلم عن الطرق التي تساعده في تجنب ممارسة العادة السرية أثناء شهر رمضان لتجنب إفساد للصيام. وفيما يلي بعض الطرق والبدائل التي يمكن أن تساهم في التقليل من هذه العادة:

التركيز على العبادة والطاعات: يُنصح بالتركيز على العبادة خلال شهر رمضان، مثل الصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم، فهذا يُسهم في إشغال النفس عن أي رغبات جسدية قد تؤدي إلى ممارسة العادة السرية.

الصيام عن الطعام والشهوة: شهر رمضان هو الوقت المثالي لتعلم الصبر والابتعاد عن الشهوات. يجب على المسلم أن يُبقي نفسه مشغولة بالطاعات، ويُفكر في كيفية تقوية إرادته في الصوم ليس فقط عن الطعام، ولكن أيضًا عن الشهوات الأخرى مثل العادة السرية.

الدعاء والاستغفار: اللجوء إلى الله بالدعاء والاستغفار يساعد على تقوية النفس في مواجهة الشهوات. يمكن أن يساعد طلب العون من الله في تجاوز الرغبات الشخصية وضبط النفس.

الابتعاد عن المثيرات: من الأمور المهمة التي ينبغي تجنبها هي المواد الإباحية أو أي محتوى جنسي قد يثير الرغبات، خاصة في شهر رمضان. يُستحسن الابتعاد عن هذه الأمور تمامًا لتجنب الوقوع في المعاصي.

تحديد الأوقات والنشاطات الصحية: من خلال تحديد أوقات مفيدة للنشاطات الاجتماعية أو الرياضية أو الهوايات التي تشغل الوقت بعيدًا عن التفكير في الشهوات، يمكن أن يساعد المسلم على التحكم في نفسه.

تم نسخ الرابط