كيف يساعد المشي في خفض نسبة السكر في الدم؟.. دليل لمرضى السكري

المشي ليس مجرد نشاط بدني بسيط، بل هو وسيلة فعّالة لتعزيز الصحة العامة والمساعدة في تنظيم مستويات السكر في الدم، خاصةً لدى مرضى السكري أو المعرضين للإصابة به، فيما يلي، نوضح كيف يؤثر المشي على نسبة السكر، ونقدّم أفضل الطرق للاستفادة منه في التحكم بالجلوكوز.
ما الذي يحدث للجسم عند ارتفاع نسبة السكر في الدم؟
عند تناول الطعام، خصوصًا الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، يقوم الجسم بتحويلها إلى جلوكوز يدخل مجرى الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر، في الحالات الطبيعية، يفرز البنكرياس هرمون الأنسولين ليساعد الخلايا على امتصاص الجلوكوز واستخدامه كمصدر للطاقة أو تخزينه.
لكن لدى الأشخاص المصابين بـ مقاومة الأنسولين أو السكري من النوع الثاني، تصبح هذه الآلية أقل كفاءة، ما يؤدي إلى بقاء الجلوكوز في الدم بمستويات مرتفعة، ارتفاع السكر بشكل مزمن يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب، تلف الأعصاب، ومشكلات الكلى.
هل المشي يساعد فعلاً في تنظيم سكر الدم؟
الإجابة باختصار: نعم، المشي يُعد من أبسط التمارين وأكثرها فعالية في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، وبالتالي تقليل مستوى الجلوكوز في الدم بطريقة طبيعية.
أثناء المشي، تحتاج العضلات إلى طاقة، مما يدفعها إلى امتصاص الجلوكوز من الدم بشكل مستقل عن الأنسولين. تُعرف هذه العملية باسم "امتصاص الجلوكوز غير المعتمد على الأنسولين"، وتُعد فعالة بشكل خاص بعد تناول الطعام عندما يكون مستوى السكر في أعلى حالاته.
تأثير سرعة المشي على خطر الإصابة بالسكري
تشير الدراسات إلى أن سرعة المشي تلعب دورًا مهمًا في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري:
- المشي بسرعة من 2 إلى 3 أميال في الساعة يقلل خطر الإصابة بنسبة 15%.
- المشي بسرعة من 3 إلى 4 أميال في الساعة يخفض الخطر بنسبة 24%.
- المشي بسرعة تفوق 4 أميال في الساعة يقلل احتمال الإصابة بنسبة تصل إلى 39%.
وهذا يعني أن المشي السريع أكثر فائدة من المشي البطيء، حتى لو لم تتغير مدة المشي اليومية.
أفضل وقت للمشي لضبط مستويات السكر في الدم
أظهرت الأبحاث أن المشي بعد الأكل مباشرة، وتحديدًا خلال أول 30 إلى 60 دقيقة من تناول الطعام، يمكن أن يساعد في تقليل ارتفاع سكر الدم بعد الوجبة. حتى المشي الخفيف لمدة 2 إلى 5 دقائق بعد الأكل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على استقرار مستويات الجلوكوز.
عدد الخطوات الموصى بها يوميًا
إضافة إلى توقيت المشي، فإن عدد الخطوات اليومية يلعب دورًا في الوقاية من مضاعفات مرض السكري، المشي بمعدل 3,000 خطوة يوميًا أو أكثر يُعتبر كافيًا للمساهمة في تقليل خطر الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، وهي من المضاعفات الشائعة للسكري.
المشي ليس مجرد نشاط بدني بسيط، بل هو أداة فعّالة وآمنة تساعد في تنظيم سكر الدم وتحسين الصحة العامة، لا تحتاج إلى معدات أو اشتراك في نادٍ رياضي، فقط القليل من الإرادة وبعض الخطوات المنتظمة يوميًا.
ابدأ بالمشي بعد الوجبات، وحاول رفع سرعتك تدريجيًا، ومع الالتزام، ستلاحظ فرقًا واضحًا في مستويات السكر وتحسنًا في صحتك العامة.