مستجاب بإذن الله.. بماذا تدعوا على الفطار في شهر رمضان؟
رمضان هو الشهر الذي ينتظره المسلمون بفارغ الصبر في كل عام، حيث يتجلى فيه جمال العبادة والطاعة، ويتاح للمسلمين فرصة عظيمة للتقرب إلى الله من خلال الصوم والقيام بالأعمال الصالحة، وبالإضافة إلى الصيام، يعد وقت الإفطار في رمضان من اللحظات المميزة التي يترقبها المسلمون، ففي هذه اللحظة يجتمع أفراد العائلة والأصدقاء حول مائدة الإفطار، ويعبرون عن مشاعرهم وأدعيتهم لله في هذه اللحظة المباركة.
وقد يختار الكثيرون الدعاء الذي يرفعون به أيدهم بعد أذان المغرب، ويستشعرون من خلاله روحانية الشهر الكريم، وفي هذا التقرير، سنتناول عبر “نيوز روم” موضوع “بماذا تدعوا على الفطار في شهر رمضان”، حيث سنتعرف على الأدعية التي يمكن أن يتلوها المسلم على مائدة الإفطار، وتفسير أهمية تلك الأدعية.
أهمية الدعاء في رمضان
الدعاء في رمضان له مكانة كبيرة، حيث إن هذا الشهر هو فرصة عظيمة لاستجابة الدعوات، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيصلي عليه"، ويُعتقد أن الدعاء في هذا الشهر يستجاب بشكل أكبر مما في غيره من الشهور.
وتتعدد الأدعية التي يمكن تلاوتها على مائدة الإفطار، ولكن من المهم أن يعرف المسلم أن الدعاء في هذه اللحظة المباركة يجب أن يكون خالصًا لله سبحانه وتعالى، وأن يعبر عن التضرع والرجاء في الاستجابة.
أدعية مستحبة على الإفطار في رمضان
- دعاء الإفطار المشهور:
من أكثر الأدعية التي يُستحب الدعاء بها عند الإفطار هو الدعاء الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو: "اللهم إني لك صمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وعلى رزقك أفطرت"، هذا الدعاء يحمل معاني التوكل على الله والإيمان به، ويُظهر التواضع والتسليم لله. كما أن فيه اعترافًا بنعمة الله على العبد في تيسير الصوم والتمتع بلحظة الإفطار.
دعاء آخر مروي: "ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله"، ويُستحب قول هذا الدعاء عندما يرفع المسلم يديه ويستعد للإفطار. ويعبر الدعاء عن شعور المسلم بالراحة بعد يوم طويل من الصيام، ويذكره بأجر الصيام الذي سيكون في ميزان حسناته.
دعاء شكر لله: من الأدعية المستحبة أيضًا على مائدة الإفطار هو دعاء الشكر لله على نعمة الصيام والإفطار، مثل: "اللهم لك الحمد على نعمة الصيام، ولك الحمد على نعمة الإفطار"، كما يعتبر هذا الدعاء تعبيرًا عن الامتنان لله على نعمة الصيام التي منحها لعباده، والفرحة التي يشعر بها المسلم عند التمكن من إتمام الصوم والإفطار.
دعاء التوبة والمغفرة: "اللهم اغفر لي ولعائلتي ولأمة محمد أجمعين"، ورمضان هو شهر التوبة والمغفرة، لذلك يُستحب الدعاء بالاستغفار والتوبة عن الذنوب والخطايا، والتوجه إلى الله تضرعًا لطلب المغفرة.
أدعية أخرى وردت عن الصحابة والتابعين
يُحكى أن الصحابة كانوا يحرصون على الدعاء في وقت الإفطار، وكانوا يتوسلون إلى الله لطلب الرزق والبركة في حياتهم، فكان بعضهم يدعو الله قائلًا: "اللهم بارك لنا في رزقنا، وزدنا من فضلك".
ويُستحب كذلك أن يدعو المسلم بما يتمنى في حياته من أمور دنيوية وأخروية، مثل: "اللهم ارزقنا الصحة والعافية، ووفقنا لما تحب وترضى".
أدعية خاصة بالمجتمع
من المعروف أيضًا أن الدعاء في رمضان ليس محصورًا في الفرد فقط، بل يُستحب الدعاء للمجتمع والناس بشكل عام، لاسيما في هذا الشهر المبارك، ويمكن للمسلم أن يدعو للأمة الإسلامية جمعاء بالسلام والطمأنينة، مثل: اللهم اجعل رمضان شهرًا خيرًا وبركة على الأمة الإسلامية، وقد ورد عن بعض العلماء أنهم كانوا يدعون الله أن يعم السلام والمحبة بين المسلمين، وأن يرفع عنهم البلاء ويمنحهم النصر.
تفسير أهمية الدعاء في رمضان
يُعد الدعاء في رمضان عبادة تقوي الصلة بين المسلم وربه، وتجسد إيمان المسلم بقدرة الله ورحمته الواسعة، عندما يتوجه المسلم إلى ربه بدعاء الإفطار، فإنه يظهر عجزه عن تحصيل رزقه وطعامه إلا بتوفيق الله ورحمته، فالدعاء في هذه اللحظات له أبعاد معنوية مهمة:
تعبير عن الشكر لله: الدعاء على مائدة الإفطار يمثل لحظة شكر لله على توفيقه لعبده بالصيام وبلوغ لحظة الإفطار بسلام.
تعزيز الروحانية: رمضان هو شهر الروحانية والارتقاء النفسي والروحي، والدعاء في وقت الإفطار يعزز هذه الروحانية ويجعل المسلم يشعر بالقرب من الله.
التوجه إلى الله بالتوبة: رمضان هو فرصة للتوبة والرجوع إلى الله، والدعاء على الإفطار يعبر عن ذلك التوجه الصادق والنية الطيبة للابتعاد عن المعاصي.
الدعاء وأثره النفسي
الدعاء في رمضان على الإفطار يساهم أيضًا في تأثير نفسي إيجابي على المسلم. فالدعاء يعطي المسلم فرصة للتفكير في يومه، وفي العلاقات التي تجمعه مع الله، كما أن الدعاء يخلق حالة من الهدوء الداخلي ويسهم في الراحة النفسية، وفي كثير من الأحيان، يجد المسلم نفسه مستريحًا بعد تلاوة الدعاء، ويشعر أن الله قد استجاب لنداءه.
