متنسوش بنصلي وإحنا صايمين.. هل نهى النبي عن الإفطار قبل صلاة العيد؟

تريند صيام قبل صلاة العيد من الأمور التي يكثر تداولها على التحذير والتذكير، ومع غياب التوجيه الشرعي للمسألة، يستعرض موقع «نيوز رووم» حكم صيام قبل صلاة العيد، والتي توافق يوم الجمعة المقبل.
صيام قبل صلاة العيد
وفي بيانه حكم ما يتم تداوله من التذكير بصيام قبل صلاة العيد، قال الدكتور محمد الأدهم أمين الفتوى بدار الإفتاء إن صيام قبل صلاة العيد هي من المستحبات والسنن النبوية لمن يضحي في أول أيام عيد الأضحى، مؤكدًا الأمر على الاستحباب وليس الكراهة أو التحريم.

وقال «الأدهم» في تصريحات خاصة لموقع «نيوز رووم»، إن المسألة تخص المضحي في أول أيام عيد الأضحى دون غيره، فيعود من صلاته فيأكل شيء من أضحيته، مشددًا على أن يوم العيد لا يجوز فيه الصيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي أيام أكل وشرب.
ولفت إلى أن غير المضحي ليس عليه أن يقوم بالامتناع عن الطعام ما بين الفجر وصلاة العيد، وأن المضحي إن أكل وشرب ليس عليه إثم في ترك السنة، وإن فعلها يثاب.
استحباب تأخير الأكل في عيد الأضحى بمن له ذبح
في سياق متصل قال الشيخ السيد إبراهيم مرعي الواعظ بالأزهر، إنه يُستحَبُّ أنْ يأكلَ في الفِطر قَبلَ صلاةِ العِيدِ، وفي الأضْحَى بعدَها، لأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ لا يخرُجُ يومَ الفِطرِ حتَّى يأكلَ وَكانَ لا يأكُلُ يَومَ النَّحرِ حتَّى يرجعَ ، أخرجه الترمذي، وابن ماجه، وأحمد .

وتابع قد بيَّنَت الرِّواياتُ أنَّه كان لا يَأكُلُ حتَّى يُضحِّيَ، ثمَّ يَأكُلَ مِن أُضحيَّتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، قال ابنُ رشد رحمه الله تعالى : ( أجمَعوا على أنه يُستحبُّ أن يُفطر في عيد الفطر قبل الغُدوِّ إلى المصلَّى، وألَّا يُفطرَ يومَ الأضحى إلَّا بعد الانصرافِ من الصَّلاة) .
قال الإمام الزيلعي رحمه الله تعالى: هذا في حق من يضحي ليأكل من أضحيته، أما في حق غيره فلا، وفي تحفة الأحوذي : وقد خصص أحمد بن حنبل استحباب تأخير الأكل في عيد الأضحى بمن له ذبح.
وقل ابنُ قُدامة رحمه الله تعالى : ( السُّنَّة أن يأكلَ في الفطر قبل الصلاة، ولا يأكُل في الأضحى حتى يصلِّيَ. وهذا قولُ أكثر أهل العلم؛ منهم: عليٌّ، وابن عباس، ومالك، والشافعي، وغيرهم، لا نعلم فيه خلافًا ) .
فكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر الأكل حتى يأكل من أضحيته، وهذا ليس بصيام، لأنه يَحرُمُ صَومُ يَومَي العيدينِ، لأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيامِهما. قال الإمام النوويُّ رحمه الله تعالى : ( أجْمع العلماءُ على تحريمِ صَومِ يَومَي العيدينِ: الفِطر، والأضحى).
حكم صيام قبل صلاة العيد ويوم الأضحى
يَحرُمُ صومُ يَومَيِ العِيدَينِ: عيدِ الفطرِ، وعِيدِ الأَضْحَى. لما جاء عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهَى عن صيامِ يومينِ: يومِ الأضحى، ويومِ الفِطر)، وعن أبي عُبَيدٍ، مولى ابنِ أَزْهرَ، أنَّه قال: شهدتُ العيدَ مع عُمرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، فجاءَ فصلَّى، ثم انصرَفَ فخَطَب النَّاسَ، فقال: ((إنَّ هذَينِ يومانِ، نهَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صِيامِهما؛ يومُ فِطرِكم مِن صِيامِكم، والآخَرُ يومُ تأكلونَ فيه مِن نُسُكِكم).
كما جاء عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهَى عن صيامِ يومينِ: يومِ الفِطرِ، ويومِ النَّحرِ)، وعن قَزَعَة، عن أبي سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سمعتُ منه حديثًا فأعجبني، فقلت له: آنْتَ سمعتَ هذا من رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ قال: فأقولُ على رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما لم أسمَعْ! قال: سمعتُه يقول: (لا يَصلُح الصيامُ في يومينِ: يومِ الأضحى، ويوم الفِطر مِن رَمضانَ).
كما ورد عن زيادِ بنِ جُبَيرٍ، قال: جاءَ رجلٌ إلى ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، فقال: إنِّي نذرتُ أن أصومَ يومًا، فوافَقَ يومَ أضْحى أو فِطر، فقال ابنُ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: (أمَر اللهُ تعالى بوفاءِ النَّذرِ، ونهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ هذا اليومِ ).
وورد أيضا عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: (نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صَومَينِ: يومِ الفِطرِ، ويوم الأضحى).