أمجد الشوا: مراكز المساعدات الإنسانية في غزة تتحول إلى مصائد موت

أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن ما يُروَّج له باعتباره "مراكز توزيع المساعدات الإنسانية" في قطاع غزة، لا يمتُّ بصلة للعمل الإغاثي، بل يمثل غطاءً لعمليات عسكرية إسرائيلية تستهدف المدنيين العزّل.
وأشار أمجد الشوا، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية" إلى أن هذه النقاط ليست سوى مواقع خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال والمجموعات المسلحة الموالية له، حيث تغيب عنها أدنى معايير الأمان والكرامة الإنسانية.
الحشود تُستدرج ثم تُستهدف بالرصاص
أوضح أمجد الشوا، أن ما يجري على الأرض يتجاوز كل الأعراف الإنسانية، حيث تحوّلت تلك المواقع إلى مصائد حقيقية للجوعى، تُستدرج إليها الحشود الفقيرة والمُنهكة، ليتم استهدافهم بالرصاص الحي، في مشهد وصفه بـ"الوحشي وغير المسبوق"، ولفت إلى أن العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، قضوا نحبهم أثناء محاولتهم الوصول إلى هذه النقاط المزعومة لتأمين لقمة العيش.
وتابع أمجد الشوا: "الأمر لا يتعلق بخطأ فردي أو حادث عرضي، بل هو نمط ممنهج من الجرائم التي تُرتكب بدم بارد، وتهدف بشكل مباشر إلى إرهاب السكان وتجويعهم ودفعهم للنزوح القسري من شمال القطاع".
سياسة إسرائيلية تهدف للتهجير وتضليل
وأكد أمجد الشوا، أن سياسة الاحتلال تستهدف التهجير القسري عبر سلاح التجويع، وهي ليست وليدة اللحظة، بل تتكرر بصورة ممنهجة. كما اتهم إسرائيل بمحاولة خداع المجتمع الدولي، من خلال الإيحاء بأنها تنفذ عمليات إنسانية في غزة، بينما الواقع يكشف عن عملية عسكرية مغلّفة بطابع إغاثي زائف.
وأوضح ، أن الاحتلال يسعى إلى تفكيك منظومة العمل الإنساني الأممية، والتي تعرّضت هي الأخرى لهجمات وقيود ممنهجة، واستبدالها بمنظومة بديلة خاضعة بالكامل لسيطرته العسكرية، تخدم أهدافه في التوسع العسكري والتحكم الكامل في القطاع.
أكثر من 100 شهيد ضحية
في تساؤل مُوجّه إلى الضمير العالمي، تساءل أمجد الشوا: "لماذا تُصر إسرائيل على الاستمرار في هذه الآلية الفاشلة رغم الدماء التي سالت بسببها؟"، موضحًا أن عدد الشهداء تجاوز المئة ضحية في حوادث متكررة على تلك النقاط، والتي تُعلن عنها إسرائيل كمواقع لتوزيع مساعدات، بينما يتحول الوصول إليها إلى رحلة موت مؤكدة.
وأشار أمجد الشوا، إلى أن الأب الذي يغادر خيمته لتأمين الغذاء لأطفاله كثيرًا ما يعود جثة هامدة، محمولًا على الأكتاف، فيما تنتظره أسرته في مشهد مأساوي يعكس عمق الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.

فعل يتجاوز الإدانة اللفظية
اختتم أمجد الشوا ،مداخلته بالتأكيد على أن الوضع الإنساني المتدهور في غزة لم يعد يحتمل مزيدًا من الصمت أو الاكتفاء بالإدانة، مشيرًا إلى أن ما يحدث يُشكّل جريمة حرب موثقة تتطلب تحقيقًا دوليًا ومحاسبة قانونية للمسؤولين عنها.
وأضاف أمجد الشوا: "ما نشهده اليوم في غزة ليس أزمة غذاء فحسب، بل إبادة جماعية مغلّفة بالحصار والموت البطيء، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية قبل فوات الأوان".