أطباء: شرب الحليب لعلاج الحموضة خرافة شائعة

لطالما اعتُبر الحليب ملاذًا طبيعيًا للتخفيف من حرقة المعدة، تمامًا كتناول شريحة من الخبز الذي يُقال إنه "يمتص" الحموضة. ولكن، رغم انتشار هذه النصائح بين الناس، يؤكد الأطباء أن مثل هذه الحلول قد لا تكون مفيدة، بل تُساهم في تفاقم الأعراض لدى كثير من الحالات، خاصة بين الرجال الذين يعانون من مشاكل متكررة في الجهاز الهضمي نتيجة نمط الحياة السريع والعادات الغذائية غير الصحية.
علاج حرقة المعدة
بحسب تقرير نشره موقع "MENSHEALTH"، فإن شرب الحليب لعلاج حرقة المعدة يُعد من أكثر الخرافات الطبية شيوعًا. فبينما يمنح الحليب شعورًا مؤقتًا بالراحة، إلا أن تأثيره الحقيقي معاكس، إذ يُحفّز المعدة على إفراز المزيد من الحمض، ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض لاحقًا. الأمر نفسه ينطبق على الخبز الذي يزيد من حجم الطعام داخل المعدة، ما يُسبب ضغطًا إضافيًا على عضلة المريء السفلية، ويُسهّل ارتجاع الحمض.
سبب حرقة المعدة
تحدث حرقة المعدة عندما يعود حمض المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. وهذا الحمض ضروري لهضم الطعام وقتل البكتيريا، لكن وجوده خارج المعدة يؤدي إلى تهيج بطانة المريء الحساسة، من أبرز العوامل التي تُحفز هذه الحالة:
- الأطعمة الحارة والغنية بالدهون
- المشروبات الحمضية مثل القهوة والعصائر الحمضية
- منتجات الألبان في بعض الحالات
- النعناع، الشوكولاتة، والمشروبات الغازية
- التدخين
- تناول الطعام ليلًا أو قبل النوم مباشرة
طريقة تخفيف الأعراض
وفقًا لتوصيات كلية الطب في جامعة هارفارد، فإن التحكم في النظام الغذائي هو الخطوة الأولى لتقليل فرص الإصابة بحرقة المعدة. من النصائح المفيدة:
- تجنّب الأطعمة والمشروبات المهيّجة مثل الحليب، القهوة، النعناع، الطماطم، الثوم، والأطعمة الدسمة.
- مضغ العلكة الخالية من النعناع بعد الوجبات لتحفيز إفراز اللعاب، الذي يساعد في معادلة حمض المعدة وتلطيف المريء.
- عدم الاستلقاء بعد الأكل مباشرة، وينصح بالانتظار لمدة ساعتين على الأقل قبل النوم.
- النوم بزاوية مائلة عبر رفع الرأس والجزء العلوي من الجسم لتقليل رجوع الحمض إلى المريء.
مؤشرًا خطرًا
يُحذر الأطباء من تجاهل الأعراض المتكررة لحرقة المعدة. فإذا كنت تشعر بها أكثر من مرتين أسبوعيًا، فقد تكون مصابًا بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وهي حالة تستدعي تدخلًا طبيًا لتفادي المضاعفات الخطيرة، مثل تلف أنسجة المريء أو حتى زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء.
تغيير العادات الغذائية
الرجال، خصوصًا ممن يعتمدون على الوجبات السريعة أو يعانون من ضغوط العمل، معرضون أكثر للإصابة بحرقة المعدة. وعلى عكس ما هو شائع، فإن الحل لا يكمن في كوب حليب بارد أو قطعة خبز، بل في تغيير نمط الحياة والعادات الغذائية، واستشارة الطبيب عند تكرار الاعراض