عاجل

ملتقى الأزهر: الأمة الإسلامية تملك كل مقومات القوة والوحدة ضرورة لمواجهة التحديات

ملتقى الأزهر
ملتقى الأزهر

عقد الجامع الأزهر مساء الاثنين عقب صلاة التراويح ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية تحت عنوان "الوحدة الإسلامية.. ضرورة حتمية"، بحضور نخبة 
من علماء الأزهر الشريف والباحثين والمصلين بالجامع الأزهر.

تحدث خلال الملتقى الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتور محمود الهواري، رئيس الإدارة المركزية للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، فيما أدار الملتقى الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.  

شومان: الوحدة الإسلامية ضرورة حتمية لا غنى

أكد الدكتور عباس شومان أن الوحدة الإسلامية ضرورة حتمية لا غنى عنها، مشيرًا إلى أن الأمة تمتلك كل مقومات القوة التي تؤهلها لتكون كيانًا عالميًا متماسكًا، غير أن تحقيق ذلك يتطلب التكامل بين الدول الإسلامية بدلاً من السعي إلى اندماج غير واقعي.

وأوضح أن التعاون يمكن أن يتحقق عبر استثمار الموارد المالية للدول الغنية في الدول التي تمتلك ثروات طبيعية غير مستغلة، فضلًا عن دعم الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة للدول التي تحتاج إلى الأيدي العاملة، مما يؤدي إلى نهضة شاملة يستفيد منها الجميع.  

وأشار وكيل الأزهر الأسبق إلى أن التحديات التي تواجهها الأمة اليوم غير مسبوقة، حيث لم يعد أعداؤها يخفون نواياهم في السعي للنيل من الحضارة الإسلامية، مما يستوجب على الدول الإسلامية إعادة النظر في سياساتها الاقتصادية والعسكرية، وتعزيز التعاون المشترك لمجابهة هذه التحديات، مشددًا على أن الوحدة ليست مجرد شعار، بل هي الحل الوحيد لضمان مستقبل قوي ومستقر للأمة الإسلامية.  

من جانبه، أكد الدكتور محمود الهواري، أن أكبر تحدٍّ تواجهه الأمة اليوم ليس اقتصادي أو سياسي، بل هو تحدٍّ فكري بالدرجة الأولى، حيث تحتاج إلى إعادة فهم أصول وحدتها في ضوء تعاليم الإسلام الصحيحة.  

وأوضح أن القرآن الكريم أقرَّ في سورتي الأنبياء والمؤمنون بأن الأمة الإسلامية واحدة، مما يرسخ هذا المبدأ كحقيقة شرعية يجب العمل بها، وليس مجرد شعار يُرفع وقت الأزمات.

ملتقى الأزهر 
ملتقى الأزهر 


وأضاف أن الوحدة الحقيقية لا تكون بالكلمات فقط، وإنما بالسلوك العملي، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"، حيث جاءت هذه الآية بعد الحديث 
عن القتال بين طائفتين من المؤمنين، في إشارة واضحة إلى أن الأخوة الإسلامية يجب أن تبقى قائمة حتى في حال وقوع النزاع، فمن باب أولى أن تتحقق 
في أوقات السلم.  

وأضاف أن النبي ﷺ لم يجعل وحدة الأمة مجرد خطاب نظري، بل جسّدها عمليًا، حيث لم يفرق بين قرشي وغير قرشي، ولا بين أنصاري ومهاجر، 
ولا بين عربي وأعجمي، بل جعل الجميع أمة واحدة، وهو ما ينبغي أن يكون نموذجًا يُحتذى به في واقعنا المعاصر.

الانقسام بين المسلمين لا يخدم إلا أعداء الأمة

وأكد أن الانقسام بين المسلمين لا يخدم إلا أعداء الأمة، حيث تسعى بعض القوى الخارجية إلى تأجيج الخلافات الداخلية، مشيرًا إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة 
هذه المخططات هو تعزيز الوعي بوحدة المصير الإسلامي والسعي إلى تطبيقه عمليًا.

ملتقى الأزهر 
ملتقى الأزهر 

وفي ختام الملتقى، أكد الدكتور هاني عودة أن شهر رمضان هو نموذج عملي لترسيخ مفهوم الوحدة الإسلامية، حيث يجتمع المسلمون على الصيام في وقت واحد، ويفطرون في وقت واحد، ويؤدون الصلاة جماعة، لافتًا إلى أن هذه الوحدة يجب ألا تقتصر على العبادات، بل تمتد إلى مختلف جوانب الحياة.

وأضاف، أن الدعوة إلى الوحدة الآن ضرورة حتمية يجب أن يسعى الجميع إلى تحقيقها في ظل التحديات الراهنة، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية في المجالات الاقتصادية والعسكرية والثقافية، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، وشدد على أن الأزهر الشريف سيظل رائدًا في ترسيخ مفهوم 
أن الوحدة الإسلامية هي حجر الأساس في مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق النهضة المنشودة.

تم نسخ الرابط