الجامع الأزرق .. تحفة السلطان أحمد ذات الست مآذن و20 ألف بلاطة

يُعد مسجد السلطان أحمد، المعروف باسم المسجد الأزرق، من أبرز المعالم السياحية والدينية في إسطنبول. يتميز المسجد بمآذنه الست الفريدة التي لا توجد في أي مسجد آخر، إلى جانب قببه المتناسقة وتصميمه المعماري الذي يجمع بين الطراز العثماني والبيزنطي، مما جعله أحد أشهر مساجد العالم وأكثرها جذبًا للزوار.
قصة بناء المسجد الأزرق
تبدأ قصة بناء المسجد الأزرق عندما قرر السلطان أحمد الأول، وكان يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا، بناء مسجد عظيم في إسطنبول ليعبر عن قوته وإيمانه. كلّف السلطان المهندس محمد فاتح أغا، أحد تلاميذ المعماري الشهير سنان باشا، بمهمة البناء. ووفقًا للروايات التاريخية، فقد طلب السلطان أن تكون مئذنة المسجد من الذهب (ألتين)، لكن المهندس فهمها خطأً على أنها ستة (ألتي)، مما أدى إلى بناء ست مآذن، وهو أمر أثار الجدل لأنه جعل المسجد مساويًا للمسجد الحرام في مكة. لحل المشكلة، أمر السلطان ببناء مئذنة سابعة للمسجد الحرام لتمييزه.
سبب تسمية المسجد الأزرق
يُعرف مسجد السلطان أحمد باسم المسجد الأزرق بسبب الديكورات الداخلية التي تتزين بحوالي 20 ألف بلاطة خزفية زرقاء. جُلبت هذه البلاطات من مدينة إيزنيك، وتتميز بزخارف دقيقة لأزهار التوليب والقرنفل وأشجار السرو، في أكثر من 50 تصميمًا مميزًا، مما يمنح المسجد جمالًا استثنائيًا ويجعله تحفة فنية نادرة.
الموقع والإطلالة الساحرة للمسجد الأزرق
يقع المسجد الأزرق في قلب إسطنبول، ويتميز بإطلالة ساحرة على مضيق البوسفور. بدأ بناؤه عام 1609م واكتمل عام 1616م، قبل وفاة السلطان أحمد بسنة واحدة. يُجاور المسجد آيا صوفيا، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من المشهد التاريخي للمدينة ويمكن رؤيته بوضوح من مناطق عديدة في إسطنبول.
التصميم المعماري الفريد للمسجد الأزرق
يتكون مسجد السلطان أحمد من عدة أجزاء مميزة:
- السور الخارجي: يحيط بالمسجد سور من ثلاث جهات يحتوي على خمسة أبواب.
- الفناء الواسع: يضم صحنًا تعلوه 30 قبة، تتوسطه ميضأة سداسية الشكل محمولة على ستة أعمدة.
- قاعة الصلاة: مستطيلة الشكل بأبعاد 72×64 مترًا، وتتسع لعشرة آلاف مصلٍ. تعلوها قبة رئيسية قطرها 23.5 متر وارتفاعها 43 متر، محمولة على أربعة أعمدة ضخمة بقطر 5 أمتار.
المحراب والمنبر والتفاصيل الداخلية
- المحراب: مصنوع من الرخام المنحوت بدقة.
- المنبر: مصمم بحيث يمكن رؤية الإمام بوضوح حتى عند ازدحام المسجد.
- النوافذ: يحتوي المسجد على 260 نافذة زجاجية ملونة أُهديت من البندقية.
- الثريات: يحتوي المسجد على ثريات ذهبية وكريستالية فاخرة تضيف إلى رونقه الداخلي.
المآذن الست في المسجد الأزرق
يتميز المسجد الأزرق بوجود ست مآذن شاهقة:
- أربع منها عند الزوايا الأربع للمسجد.
- مئذنتان عند نهاية الفناء الخارجي. لكل مئذنة ثلاث شرفات، وكان المؤذنون يصعدون إليها عبر درج حلزوني لرفع الأذان خمس مرات يوميًا.
المسجد الأزرق.. وجهة سياحية ودينية عالمية
ما زال المسجد الأزرق واحدًا من أهم المعالم الدينية والسياحية في إسطنبول. يجذب ملايين الزوار سنويًا، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث تقام فيه الصلوات والفعاليات الدينية. وتظل تحفة السلطان أحمد رمزًا خالدًا يعكس روعة العمارة العثمانية وعراقة التاريخ الإسلامي.