عاجل

حلمي النمنم: الإخوان خذلوا فلسطين والموساد اخترقهم منذ الأربعينيات

حلمي النمنم
حلمي النمنم

فجّر الكاتب الكبير ووزير الثقافة الأسبق حلمي النمنم تصريحات صادمة بشأن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وموقفها الحقيقي من القضية الفلسطينية، متهمًا إياها بالتخاذل والتواطؤ، وكاشفًا عن اختراقات استخباراتية مبكرة طالت بنيتها منذ نشأتها.

أين كانت الإخوان من غزة؟

استهل النمنم حديثه في الجزء الثاني من برنامج "بودكاست كلام في الثقافة" المعروض على شاشة "الوثائقية"، بالإشادة بمواقف الدولة المصرية والمملكة الأردنية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنهما وحدهما "حملا العبء الحقيقي" تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، وخاصة في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة.

وتساءل بحدة: "أين كانت جماعة الإخوان مما يحدث في غزة؟ وأين اختفت التنظيمات التي ترفع شعارات تحرير فلسطين أثناء معركة طوفان الأقصى؟"، موضحًا أن هذه الجماعات اكتفت بالشعارات الرنانة بينما غابت تمامًا عن المواجهة الحقيقية، متهمًا إياها باستخدام القضية الفلسطينية كغطاء سياسي لا أكثر.

الموساد والمخابرات الغربية اخترقوا الإخوان 

في تصريحات تعد من أخطر ما ورد في اللقاء، كشف حلمي النمنم عن أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) تمكن من اختراق جماعة الإخوان منذ أربعينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن علاقتها بالاستخبارات البريطانية والأمريكية موثقة ومؤكدة.

وأوضح حلمي النمنم أن الجماعة كانت دائمًا محل اهتمام واختراق من قبل القوى الأجنبية، في محاولة لتوظيفها سياسيًا ضد الأنظمة الوطنية في المنطقة، وبخاصة في مصر والعالم العربي.

حلمي النمنم 
حلمي النمنم 

الرفض الصارم للمشروع الصهيوني

استعاد حلمي النمنم واقعة اغتيال رئيس الوزراء المصري الأسبق محمود فهمي النقراشي باشا، كاشفًا عن سببٍ خطير أدى إلى تصفيته، قائًلا: "النقراشي باشا تلقى عرضًا من جهات أجنبية يطالب بنقل 80 ألف لاجئ فلسطيني إلى مصر، و60 ألفًا إلى العراق ضمن ترتيبات المشروع الصهيوني، إلا أنه رفض ذلك قائلًا: "لا بشكل مطلق"، بل نصحهم بألا يطلبوا ذلك من العراق".

وأضاف حلمي النمنم أن هذا الرفض الصارم أغضب جماعة الإخوان، وهو ما دفع حسن البنا لإصدار أمر بتصفية النقراشي باشا، في واحدة من أبشع جرائم العنف السياسي التي شهدتها مصر.

الشعارات الزائفة والإرهاب 

وجه حلمي النمنم نقدًا لاذعًا للتنظيمات المتطرفة التي تتخفى خلف الشعارات الدينية والقومية، مؤكدًا أن الكثير منها تاجر بقضية فلسطين واستغلها لتبرير وجوده، بينما لم يقدم شيئًا حقيقيًا على أرض الواقع.

وأكد حلمي النمنم أن هذه الجماعات كانت جزءًا من المشكلة لا الحل، وساهمت في تشويه عدالة القضية الفلسطينية، وربطها بالإرهاب والتطرف.

الجسارة الفكرية ومواجهة الزيف

جاءت تصريحات حلمي النمنم في إطار حلقة عنوانها: "الجسارة الفكرية، والاشتباك الدائم مع قضايا الواقع المصري"، حيث تناولت قضايا فكرية وسياسية حساسة في التاريخ المصري الحديث، وكشفت خبايا الصراعات الخفية بين الدولة الوطنية والجماعات المتطرفة.

وختم حلمي النمنم بالتأكيد على أهمية المواجهة الفكرية العميقة مع خطاب هذه الجماعات، وفضح تناقضاتها ومزاعمها، مؤكدًا أن "التاريخ لا يُزوَّر إلا حين يصمت العقل".

تم نسخ الرابط