عاجل

محلل سياسي: إسرائيل تريد اختزال القضية الفلسطينية في المساعدات الغذائية

دكتور نزار نزال
دكتور نزار نزال

قال المحلل السياسي دكتور نزار نزال ان إسرائيل تسعى من خلال توزيع المساعدات الغذائية على الفلسطينيين في غزة إلى تحقيق عدة أهداف سياسية وأمنية. 

وتابع أن تلك الاهداف هي محاولة إسرائيل غربلة سكان القطاع وفصل المسلحين عن المدنيين عبر إجراءات أمنية مشددة مثل استخدام بصمة العين والتعرف على الشخصية عند مراكز توزيع المساعدات، معتبرا أن الهدف الأساسي من هذه الإجراءات هو منع وصول المساعدات للفصائل المسلحة واستخدامها كورقة ضغط على المقاومة الفلسطينية.

 

واشار نزال خلال مكالمة هاتفية عبر قناة “ اكسترا نيوز” إلى أن إسرائيل تريد اختزال القضية الفلسطينية في مجرد مساعدات غذائية، أي تحويلها من قضية سياسية وحقوقية إلى قضية خبز وماء فقط. هذا الأسلوب يهدف إلى إظهار إسرائيل أمام العالم وكأنها لا تستخدم "سلاح الجوع" لتحقيق مكاسب سياسية، بينما في الواقع يتم إذلال الفلسطينيين من خلال طوابير طويلة للحصول على طرود غذائية لا تكفي الجميع، ويعود الكثيرون دون الحصول على شيء. كما أن هذه المراكز لا تستطيع تغطية احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، ما يجعل الآلية معقدة وصعبة الاستمرار.

و يرى نزال  أن هذه السياسة تهدف إلى خلق بيئة طاردة في غزة، لدفع السكان إلى النزوح المتكرر، وبالتالي تقليل الكثافة السكانية داخل القطاع. كما أن هناك أهدافاً أمريكية-إسرائيلية مشتركة لإخراج مليون فلسطيني من غزة، لكن دون وجود دول تستقبلهم، خاصة مع رفض مصر والأردن استقبال اللاجئين الفلسطينيين حفاظاً على الأمن القومي ورفض تصفية القضية الفلسطينية.

أما على المستوى السياسي، فقد ناقش التقرير مقترحات التهدئة المطروحة، والتي تركز فقط على إطلاق سراح الأسرى دون أي التزام بانسحاب إسرائيلي أو وقف إطلاق النار، وهو ما ترفضه حركة حماس وتعتبره انحيازاً لإسرائيل. في المقابل، تواصل إسرائيل تهديداتها بتوسيع العمليات العسكرية، رغم إرهاق جيشها وصعوبة القضاء على المقاومة الفلسطينية التي تعتمد على مجموعات صغيرة ومرنة.

أخيراً، أكد المحلل أن الموقف المصري كان حاسماً في رفض استقبال الفلسطينيين أو السماح بتهجيرهم، لحماية الأمن القومي المصري وللحفاظ على القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، وليس مجرد قضية إنسانية أو ديموغرافية.

 

تم نسخ الرابط